نقخاض مهنيو النقل إضرابا وطنيا للنقل، أول أمس السبت، احتجاجا على مشاكلهم الاجتماعية والصحية، مطالبين بإدماجهم في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، وإنقاذ السائقين من التشرد والضياع رفقة أسرهم، وتحسين وضعهم المادي بعد ارتفاع ثمن الغازوال، وتجميد الحلول التي جرى الاتفاق عليها سابقا في هذا الصدد. وحول أسباب الإضراب، أفاد الحسن مريجي، الأمين العام للنقابة الوطنية المتوسطية للنقل والمهن، بأن مطلب الإدماج في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي كان ملحا منذ سنة 2007، مضيفا أنه لم يتحقق شيء طيلة 12 سنة، سوى البطاقة المهنية التي كانت أول أهداف إنشائها، استفادة السائقين من تغطية الضمان الاجتماعي، غير أن ذلك لم يتبلور إلى واقع، مشيرا إلى أن السائق، رغم توفره على البطاقة المهنية، لا ينتمي إلى أي غرفة، مضيفا أن البطاقة صارت عبئا على السائق، أكثر مما كان منتظرا منها تسهيل استفادته من حقوقه الاجتماعية، باعتباره مهنيا يغامر بحياته بشكل يومي. وأوضح الأمين العام للنقابة الوطنية المتوسطية للنقل والمهن، في اتصال مع «أخبار اليوم»، أن أزيد من 90 في المائة من السائقين لا يتوفرون على تغطية الضمان الاجتماعي، وأن من يتوفرون عليها، استفادوا من عملهم في غير مهنة السياقة، مشيرا إلى أن سيارات الأجرة تعتبر قطاعا شبه عمومي، باعتبار أن المأذونية تمنح عن طريق الدولة، وبالتالي، وجب على هذه الأخيرة أن تتدخل لإصلاح القطاع، وإدماج السائقين في صناديق التغطية الاجتماعية لحمايتهم من الظلم الاجتماعي الذي يعيشونه منذ عقود. وأضاف الحسن مريجي أن تحرير أسعار الغازوال كان كارثيا على السائقين المهنيين عموما، وأن الاتفاق الذي جرى إبرامه على أساس استفادة سيارات الأجرة من دعم الدولة في تعويض «وصل الغازوال»، لم يتحقق منه شيء، رغم التواصل مع سائقي سيارات الأجرة، من لدن وزارة الداخلية، ومطالبتهم بالاحتفاظ بوصولات الوقود قصد تعويضهم بصفة شهرية، الشيء الذي لم ينفذ إلى حد الآن، مؤكدا ضرورة الجلوس إلى طاولات الحوار مع الدولة وممثلي شركات الوقود، لإيجاد حلول واقعية بخصوص المشاكل المتعلقة بالغازوال. وأصدرت الأمانة العامة للنقابة الوطنية المتوسطية للنقل والمهن وجمعية التفاؤل لتنمية الشباب وقطاع النقل بالمغرب بيانا تعلن فيه خوض السائقين المهنيين، ممن يقودون سيارات الطاكسي أو الحافلات أو الشاحنات، إضرابا وطنيا لمدة 24 ساعة قابلة للتمديد، للتنديد بضياع حقوق السائقين المهنيين، الذين لم يستفيدوا من الضمان الاجتماعي والتغطية الصحية، مضيفا أنه بالرغم من كثرة الوعود التي قدمت للسائقين المهنيين الحاليين وتعدد اللقاءات مع المسؤولين، فإن شيئا لم يتحقق.