على بعد يوم من النطق بالأحكام الاستئنافية، في حق أبنائهن، ألهبت أمهات معتقلي حراك الريف، أحد مدرجات جامعة أبي شعيب الدكالي في الجديدة، أمس الخميس، وسط شعارات تهتف لأجل المعتقلين، ودموع تنهمر حزنا، لما عبّرن عنه من “معاناة، وتهميش، وظلم”، أمام حشود من الطلاب. “واش هاذ الدولة ما فيها رحمة؟”، هكذا تساءلت أم المعتقل نبيل أحمجيق، في ندوة حقوقية، بحضور محمد أغناج، وبشرى الرويسي، عن دفاع معتقلي الريف في الدارالبيضاء، والحقوقي محمد الزهاري، الرئيس السابق للعصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان، ملفتة الانتباه إلى “مرارة 20 سنة سجنا في حق ابنها، التي لا تجتمع حتى نطقا بالشفتين”، وفق تعبيرها. وسردت الأم، تفاصيل ما أسمته ب”اختطاف نبيل” من بيت جده، قبل ترحيله إلى سجن “عكاشة” في الدارالبيضاء، مستحضرة ما تعيشه العائلات، من “معاناة في التنقل، وطول المسافة بين الحسيمة، والبيضاء، وأمراض نفسية”، بينما كان فيه، من المفترض أن تتم الاستجابة إلى مطالب أبنائهن، تضيف أم أحمجيق، “دون الوصول إلى هذا الوضع، لأنهم لم يخرجوا إلا من أجل مطالب بسيطة، ومشروعة”. وقالت أم “دينامو الحراك”، خلال كلمتها في ندوة حقوقية، ضمن أشغال ملتقى الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، إن “الدولة لن تصلح الوطن بأحكامها القاسية، ولكنها تعود به إلى الوراء”، وقالت مضيفة: “أبناؤنا لم يسرقوا، ولم ينهبوا، ولم يغتصبوا الأطفال، فقط طالبوا بمستشفيات لنعالَج فيها من أمراض السرطان، التي غزتنا، وأخذت من كل بيت في الريف أرواح خمس عائلات”، بينما “لم تقدم الحكومة للريف أي شيء، غير البطالة”. وأضافت المتحدثة نفسها، في حديثها مع “اليوم 24” أنها ترجو حكما بالبراءة للمعتقلين، أو على الأقل أن يكون مخففا، مقارنة مع الأحكام السابقة، مؤكدة أنه إذا كان غير ذلك، “فلن نعود إلى بيوتنا، وسنظل نناضل إلى جانب أبنائنا، لأنهم مظلومين”، وأبدت في الوقت نفسه “التفاؤل بالخير”. وبدورها، عبّرت أم المعتقل محمد جلول، عن غضب نساء الريف، من خلال كلمة ألقتها باللهجة الريفية، وتخللتها هتافات، كان أبرزها شعار الحراك، “عاش الريف، عاش عاش عاش.. مغاربة ماشي أوباش”، في جو ظهر عليه طابع الفرح بثبات السيدتين، واستبشارهما بمآلات المحاكمة، كما كان الحزن باديا على محيّا الحضور، خصوصا عضوي هيأة دفاع المعتقلين. ومن المنتظر أن تصدر الغرفة الجنائية في محكمة الاستئناف في الدارالبيضاء، مساء اليوم الجمعة، حكمها النهائي في حق 38 من معتقلي حراك الريف، والصحافي حميد المهداوي، خلال الجلسة، التي ستعقد في غياب ناصر الزفزافي ورفاقه، بحسب ما أدلى به المحامي، محمد أغناج، في حديث مع “اليوم 24″، وبالتزامن مع وقفة تضامنية، دعت إليها لجنة دعم المعتقلين، ومبادرة الحراك الشعبي في البيضاء، أمام مبنى المحكمة.