رمزية كبيرة أضفاها حضور عائلات معتقلي حراك الريف على المسيرة التضامنية مع الزفزافي ورفاقه؛ إذ تمكنت الأسر من إزاحة السياسيين من مقدمة المسيرة، بعد نقاشات حادة بين التنظيمات اليسارية والإسلامية المُشاركة بخصوص تقدم بعض القيادات السياسية إلى واجهة خلافا لما جرى الاتفاق عليه. الأمهات اخترن ارتداء الأسود احتجاجا على الأحكام الصادرة في حق المعتقلين، ورددن شعارات غلب عليها الحزن، من قبيل "الموت ولا المذلة" و"عاش الريف عاش عاش..ريافة ماشي أوباش"، في سعي منهن إلى اختراق سجن عكاشة لعلهن يُخلصن أبناءهن من برودة الزنازين. وتقدمت أمهات ناصر الزفزافي ومحمد جلول ونبيل أحمجيق مسيرة العائلات، رافعات صور المعتقلين، فيما ظل والد ناصر في حركة دائمة بين مختلف الفرقاء السياسيين، مبادلا إياهم التحية والابتسامة، قبل أن يلتحق بصف العائلات الذي يتقدم المسيرة بين الفينة والأخرى، مُتحديا الفصل الذي دام بين الفعاليات اليسارية والإسلامية والأمازيغية. والد ناصر قال في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية: "مستقبل الملف يُوجد في يد صناع القرار، أما أنا فلست سوى مواطن بسيط وأب لمعتقل يتحدث باسم المعتقلين"، مشيرا إلى أن "معنويات ناصر مرتفعة، ولا تقيم وزنا للأحكام التي أصدرتها المحكمة". بدورها، أم ناصر جددت تأكيدها على أن "الأحكام كانت قاسية وظالمة، لأن الأبناء لم يطالبوا سوى بحقوقهم المشروعة"، وقالت إن "المحكمة تتلقى التعليمات عبر المكالمات، فناصر ورفاقه لم ينشدوا سوى حياة مثل الآخرين"، على حد تعبيرها. وزادت أم ناصر: "أنا مريضة بالسرطان، أذهب إلى طنجة، ونساء أخريات يذهبن إلى الدارالبيضاء، أليس هذا هو العذاب"، مبرئة ابنها من تهم الانفصال، مضيفة في تصريح لهسبريس أنه "جرى منع طلب العائلات بتأسيس جمعية تحتضن مطالبهم لثلاث مرات من طرف الباشا"، مُعتبرة المنع شبيها بقرار المحكمة التي حكمت على ابنها ب20 سنة سجنا نافذا. من جهتها، رفعت أم نبيل أحمجيق أكفها إلى السماء "متمنية الحرية لكافة المعتقلين، وشاكرة كل الناس على حسن الاستقبال الذي حظيت به العائلات في الرباط". وأردفت أم نبيل في تصريح لهسبريس أن "20 سنة حرْقتْ كبْدتْنا، وهي من جاءت بنا إلى الرباط مرة أخرى"، وطالبت ب"الحرية للأبطال الريفيين، لأن ما قاموا به هو من باب الغيرة على وطنهم، ومن غير المعقول أن يعاملوا بتلك الطريقة". أم المعتقل محمد جلول قالت إنها سعيدة جدا بهذه المسيرة، وقدمت شكرها لجميع من ساندوها، مطالبة بإطلاق سراح المعتقلين. وفي السياق ذاته، أوردت الناشطة الريفية الزهرة البشريوي أن "ما يحدث في حق العائلات ليس معقولا"، وطالب هي الأخرى المسؤولين بإطلاق سراح المعتقلين.