حالة من الاستنفار الأمني عاشته يوم أول أمس الثلاثاء، شوارع مدينة مكناس القريبة من مقر العمالة بوسط المدينة، وذلك بسبب مسيرة احتجاجية لتجار المدينة العتيقة والقساريات والأسواق المنظمة، والذين اختاروا ارتداء السترات الصفراء على طريقة الفرنسيين للتعبير عن غضبهم، بسبب تماطل السلطات الحكومية والعمومية في فتح ملفهم المطلبي والتجاوب معه، وهو ما أثار غضب الأجهزة الأمنية والتي تدخلت لمنع مسيرة التجار، قبل أن تعود القوات العمومية إلى الوراء لتراقب الوضع خوفا من تفجر مواجهات مع التجار المتظاهرين، والذين انضم إليهم عدد من الغاضبين على الوضع الاجتماعي والاقتصادي. وقال علال لمدارسي، نائب رئيس الجمعية المهنية لتجار المدينة العتيقة لمكناس، في تصريح ل”أخبار اليوم”، إن “عودة التجار للاحتجاج بشوارع المدينة بالسترات الصفراء، “راجع إلى تنصل السلطات من مسؤولياتهم في الاستجابة لملفنا المطلبي”، والذي سبق للتجار أن وضعوه على طاولة عامل مكناس بداية شهر يناير الماضي في جلسة حوار جمعتهم بالكاتب العام للعمالة محمد بركة، وذلك عقب اندلاع احتجاجات للتجار بمختلف المدن ومنها مدينة مكناس، ردا على التفعيل الحكومي لمقتضيات قانون المالية 2019 والخاص بتكثيف المراقبات الجمركية حول مصدر السلع وحجزها لدى المخالفين من التجار وأصحاب وسائل النقل، يقول نائب رئيس الجمعية المهنية لتجار المدينة العتيقة لمكناس. وأضاف ذات المتحدث للجريدة، أن المهلة التي اتفق عليها التجار مع سلطات عمالة مكناس ومجلس جماعتها الحضرية، انتهت، حيث “مازال ملفنا المطلبي يراوح مكانه”، مما عجل بخروج التجار في مسيرة انتهت بوقفة أمام مقر العمالة، حيث هددوا بشل الأسواق والأحياء التجارية بالعاصمة الإسماعيلية في خطوات تصعيدية مقبلة، “لممارسة مزيد من الضغط على المسؤولين للاستجابة لمطالبنا”، وعلى رأسها تأهيل الأسواق وتعزيزها بدوريات للأمن وإخلائها من الباعة الجائلين، والذين يحتلون الممرات والفضاءات بأسواق المدينة العتيقة انطلاقا من السكاكين والى غاية باب الجديد، في مشهد يشوه مظهر الأسواق التاريخية والمحلات التجارية الموجودة داخل فضاءات الموروث الثقافي والحضاري للعاصمة الإسماعيلية، بعد أن أغرقوها في الفوضى والعشوائية، بحسب تعبير نائب رئيس الجمعية المهنية لتجار المدينة العتيقة لمكناس. وشدد ممثل تجار مكناس أن مما زاد في غضب التجار ودفعهم إلى الخروج بالسترات الصفراء، هو حادث حريق اندلع صباح يوم الاثنين بدكان تجاري بفضاء منطقة “بريمة” بقلب المدينة العتيقة، حيث لم تتمكن سيارات رجال المطافئ من الوصول إليه، وذلك بسبب سلع “الفراشة” التي تغلق جميع الممرات، مما دفع التجار إلى استعمال وسائلهم الخاصة لإطفاء ألسنة النيران قبل أن تنتقل إلى الدكاكين المجاورة. والمثير في احتجاجات تجار مكناس، بأنهم أصروا على ارتداء السترات الصفراء مما تسبب في حالة استنفار وسط السلطات والأجهزة الأمنية، والتي طلبت من ممثلي الجمعيات المهنية إبعاد السترات الصفراء عن أشكالهم الاحتجاجية، لكن مطلب الأجهزة قوبل بالرفض من قبل المحتجين، بحسب ما كشف عنه للجريدة علال لمدارسي، نائب رئيس الجمعية المهنية لتجار المدينة العتيقة لمكناس، موضحا بأن تجار مكناس اعتادوا قبل أن تظهر مؤخرا السترات الصفراء في احتجاجات الفرنسيين، على ارتدائها في مختلف المسيرات التي نظموها خصوصا بالمدينة العتيقة خلال مطالبتهم بتنظيم قطاع التجارة بالعاصمة الإسماعيلية، حيث تزامن ذلك مع استقبال المغرب في نونبر 2016 للمشاركين من مختلف دول العالم في قمة المناخ بمراكش “COP22″، وهي الفرصة التي اختارها حينها تجار المدينة العتيقة بمكناس ، لارتداء السترات الصفراء للفت انتباه المسؤولين لوضعية أسواقهم داخل فضاءات الموروث الثقافي والحضاري للمغرب، والغارقة في الفوضى، يقول نائب رئيس الجمعية المهنية لتجار المدينة العتيقة لمكناس علال لمدارسي. هذا وسبق لمصالح عمالة مكناس، أن روجت لفكرة تقضي بإطلاق مشروع في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بمدينة مكناس، لفائدة التجار الجائلين، والذين سيستفيدون بمقتضى المشروع من دعم مالي، لاقتناء عربات يدوية لعرض سلعهم، بفضاءات ستخصص لهم بشارع السكاكين، غير أن مشروع السلطات خلف ضجة كبيرة، حيث عارض التجار الحلول التي اقترحتها سلطات مكناس، والرامية إلى تثبيت الباعة الجائلين بعدد من الأسواق النموذجية بداخل الساحات والفضاءات الفارغة بأسواق المدينة العتيقة ومدارات الطرقات.