تفاصيل مثيرة تلك التي كشفت عنها جريمة مروعة هزت المدينة صباح أول أمس الأحد، عقب العثور على جثة شاب عشريني داخل شقة بعمارة فارهة بشارع الجيش الملكي بوسط فاس، مقتولا خنقا وآثار التعذيب بادية على جسده. فقد وصل المحققون إلى جثة الضحية، بعد مضي أقل من 24 ساعة من اختطافه مساء يوم السبت الماضي، في عملية ربطتها الشرطة بتصفية حسابات بين أشخاص تقل أعمارهم عن عشرين سنة، ينشطون في إطار شبكات الاتجار في مخدر الكوكايين، وانتهت على أرض فاس بالقتل العمد المقرون بجناية الاختطاف والاحتجاز والمطالبة بفدية مالية، بحسب ما كشف عنه بلاغ المديرية العامة للأمن الوطني. واستنادا للمعلومات التي حصلت عليها “أخبار اليوم” من مصادرها القريبة من الموضوع، فإن الشاب الذي لقي مصرعه خنقا بواسطة حزام جلدي لسرواله على يدي مختطفيه داخل شقة فاخرة، يبلغ من العمر 21 سنة، يسير شركة أبيه المتخصصة في مواد البناء، يوجد مقرها بمنطقة “أولاد موسى” بتراب جماعة أولاد الطيب القريبة من المطار الدولي “فاس- سايس”، حيث يُعول المحققون على ما ستسفر عنه أبحاثهم مع الأشخاص الثلاثة من بينهم فتاة، جرى توقيفهم ببلدة القصر الصغير، بعد ساعات من تنفيذهم للجريمة، حيث يشتبه في تورطهم بتصفية الشاب وطلب فدية ب40 مليون سنتيم، تضم 20 مليونا نقدا وسيارة الضحية وهي من النوع الفاخر، احتجزها المختطفون بداخل مستودع السيارات بالعمارة التي نفذوا داخل إحدى شققها جريمتهم. آخر الأخبار التي توصلت بها الجريدة، تفيد أن الأجهزة الأمنية بفاس والتي أرسلت فريقا من الضابطة القضائية لترحيل المشتبه بهم الموقوفين بمدينة القصر الصغير نحو فاس، حيث تجري الأبحاث والتحقيقات تحت إشراف الوكيل العام للملك بجنايات فاس، سارعت إلى توسيع دائرة أبحاثها بمحيط مسرح الجريمة، حيث شملت الأبحاث حارس العمارة الفاخرة والتي وجدت بها جثة الشاب وسيارته الفاخرة بمستودعها تحت الأرضي، إضافة إلى صاحب الشقة التي اكتراها عناصر العصابة من مالكها، حيث تفاجأ المحققون بكونه من جيران عائلة الضحية، كما جرّت الأبحاث ابن مالك الشقة، وهو صديق حميم للضحية، يدرس معه في مدرسة خاصة بالمحاسبة وتسيير الشركات، قريبة من مقهى”البوكي” أغلب طلبتها ينحدرون من الدول الإفريقية جنوب الصحراء، توجد على مسافة غير بعيدة عن العمارة التي وجدت فيها الجثة بشارع الجيش الملكي. وأضافت المصادر ذاتها، أن المحققين من عناصر الشرطة والدرك، استنفروا جميع جهودهم لتجميع المعطيات، والتي ستقودهم لفك لغز هذه الجريمة التي اختلطت فيها الخيوط، ما بين عملية استدراج نتج عنه اختطاف واحتجاز وطلب فدية ب40 مليون سنتيم بالنظر إلى وضعية عائلة الضحية الميسورة، وبين فرضية ثانية تحدثت عن خلاف شب بين عناصر شبكة تتاجر في المخدرات الصلبة، كان الشاب المقتول أحد أفرادها، وذلك عقب اختفاء كمية من الكوكايين بحسب ذات الفرضية التي تحقق فيها الشرطة، حيث اتهم مسير شركة مواد البناء بالسطو عليها، مما دفع عناصر الشبكة إلى اختطافه واحتجازه وطلب فدية من عائلته كتعويض عن كمية الكوكايين المختفية. أسئلة كثيرة يحاول المحققون الإجابة عنها، مما قد يكشف عن أسرار هذه الجريمة، وعلاقتها بعصابة الكوكايين التي تورطت فيها لوحدها أم لها ارتباط بعصابات تنشط بمدن أخرى، خصوصا أن المشتبه بهم الثلاثة، اختاروا بعد تنفيذ جريمتهم بفاس، الفرار اتجاه ميناء “طنجة المتوسط”، بغرض الهروب نحو إسبانيا، غير أن شرطة طنجة وبتنسيق مع نظيرتها بفاس، وصلت إليهم وتمكنت من توقيفهم بمدينة القصر الصغير زوال يوم أول أمس الأحد، تورد مصادر “أخبار اليوم”، فيما ينتظر أن يكشف تقرير التشريح الطبي الذي أجرته مصلحة الطب الشرعي بالمستشفى الإقليمي الغساني بفاس، عن وسائل التعذيب التي استعملها المختطفون لقتل الشاب قبل خنقه بواسطة حزام سرواله، حيث عثر المحققون على جثته ممددة على سرير وبالقرب منه نرجيلة لتدخين الشيشة وسلاحين أبيضين من الحجم الكبير. من جهتها، رفضت عائلة الشاب المقتول “حكيم فكروش”، بعد تعريضه لطقوس من التعذيب داخل شقة بعمارة فاخرة، الرواية الرسمية لأجهزة الأمن، والتي أوضحت في بلاغها الصادر عن مديرية الحموشي، أن المعلومات الأولية للبحث تشير إلى أن هذه القضية يشتبه في ارتباطها بتصفية حسابات بين أشخاص ينشطون في إطار شبكات الاتجار في مخدر الكوكايين، حيث نفت عائلة الشاب في حديثها ل”أخبار اليوم”، علاقة ابنها بعصابة الكوكايين، مشددة على أن الجميع يعرف أخلاقه وتصرفاته، ويحرص على أداء صلواته وغير معروف بإدمانه أو تعاطيه للمخدرات، تقول عائلته، والتي تتشبث بفرضية تعرض ابنها لعملية استدراج نتج عنها اختطافه وطلب الفدية من عائلته الميسورة، والتي تملك إحدى أكبر الشركات المتخصصة في مواد البناء بطريق صفرو. وكشف شقيق الضحية، والذي يكبره بست سنوات، في تصريحاته للمحققين، أن شقيقه أخبره معية والده عبد الله فكروش، بعد زوال يوم السبت الماضي، أن له موعدا على الساعة الخامسة من نفس اليوم مع شاب يعرض بموقع إلكتروني مشهور خاص بالتسوق، بيع جهاز قارئ للأقراص المضغوطة من النوع الممتاز، رغب الشاب في اقتنائه لسيارته الفارهة من نوع “كولف”، غير أن الشاب ذهب لهذا للموعد ولم يعد، قبل أن يتلقى شقيقه مكالمة من هاتفه مع الساعة السابعة مساء من نفس يوم اختفائه يطلب النجدة مخبرا شقيقه أنه تعرض للاختطاف من قبل عصابة تطلب فدية 20 مليون سنتيم مع السيارة، وهو ما عجل بتقديم العائلة لدرك جماعة أولاد الطيب بضواحي فاس حيث يقطنون، شكاية باختطاف ابنها، وشكاية ثانية لولاية أمن فاس، غير أن الأجهزة الأمنية، تضيف عائلة الضحية، رفضت التحرك حتى مرور 24 ساعة من اختفائه، فردت العائلة “بتجنيد” عدد من الشباب بحثا عن ابنها، حيث تمكنوا صباح يوم أول أمس الأحد من العثور على سيارته داخل مستودع السيارات بعمارة فاخرة بقلب شارع الجيش الملكي بفاس، بعد أن أخبرهم شقيق الضحية أن أخاه قال قبل مغادرته المنزل مساء يوم السبت الماضي، إن موعده مع صاحب جهاز قارئ للأقراص المضغوطة، سيكون بالقرب من الفندق الكويتي، وهو ما قاد عناصر الدرك والشرطة بعد وصول عائلته لمكان احتجاز سيارته، للوصول إلى جثة الشاب مقتولا بداخل شقة اكتراها المختطفون من أحد معارف عائلة الضحية، تقول مصادر الجريدة