انتهت قصة اختطاف واحتجاز ابن أسرة ثرية بنواحي فاس يبلغ من العمر 21 سنة بمدينة فاس نهاية مأساوية. الضحية عثر عليه مشنوقا بحزام جلدي في شقة مفروشة معدة للكراء في وسط المدينة، زوال أول أمس الأحد، بينما تبين من خلال التحريات الأولية أن عصابة "كوكايين" المتهمة بالإجهاز عليه، قد نفذت جريمتها بعدما سبق لها أن طالبت والده بفدية تقدر بحوالي 20 مليون سنتيم. ونجحت الشرطة استنادا إلى معطيات وفرتها المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني في إيقاف المشتبه فيهم، وتبين أن ضمنهم فتاة وبأن أعمارهم لا تتجاوز 18 سنة، وبأن أحدهم له سوابق قضائية. وأشارت المصادر إلى أن تعميق التحريات في هذه القضية سيكشف كل الملابسات المحيطة بارتكاب هذه الجريمة البشعة. وتنحدر عائلة الشاب المتوفى، حكيم فكروش من جماعة أولاد الطيب القروية، ويقدم والده على أنه من أثرياء المنطقة، سبق له أن ترأس هذه الجماعة، وله شركة تشتغل في مجال مواد البناء. وطبقا لمصادر من أسرته، فإن الشاب الذي لا يزال يواصل دراسته في جامعة سيدي محمد بن عبد الله ويساعد في الآن ذاته والده في تدبير شؤون الشركة، قد تم استدراجه من قبل أفراد العصابة الذين أوهموه عبر الأنترنت بأنهم يتوفرون على "مسجلة" كان بصدد البحث عنها لفائدة سيارته الفارهة. وأخبر الشاب أفراد أسرته بموعده، قبل التوجه صباح يوم الجمعة الماضي، إلى المكان المحدد بالقرب من فندق "رماضا" بشارع الجيش الملكي، لمقابلة الشخص الذي أكد له بأنه يتوفر على محل في العمارة تتوفر فيه التجهيزات المطلوبة. وأدخل الشاب سيارته إلى مستودع عمارة سكنية، وصعد إلى الشقة المفروشة، قبل أن يتم إخراجه منها جثة هامدة. وحكى أفراد من أسرة الشاب بأنهم تقدموا ببلاغ حول قضية الاختفاء ومطالبة والده بالفدية، لكنه لم يتم التعامل بالجدية اللازمة مع هذا البلاغ، بمبرر ضرورة انتظار مرور حوالي 24 ساعة لمباشرة الأبحاث، تشير الأسرة. لكن بحثا قامت به أسفر عن العثور على سيارة الشاب في مستودع العمارة دون العثور على أي مسلك من شأنه أن يقود إليه، وهو ما أدى إلى تكثيف التحريات في عين المكان والتي انتهت بعثور الشرطة عليه مقتولا في شقة مفروشة للكراء. وجرى إخراج جثة الشاب وسط إجراءات أمنية مشددة، بالنظر إلى تجمهر العشرات من المواطنين لمتابعة أطوار هذه الجريمة البشعة، وحضور أفراد أسرة الشاب المقتول الذين أصيبوا بالذهول وهم يتأكدون بأن ابنهم قد قتل من قبل عصابة مخدرات صلبة بعدما طالبت والده بفدية 20 مليون سنتيم. واشترطت أن يضعها في الحساب البنكي لابنه، وأن لا يخبر الشرطة أو الدرك بتفاصيل القضية، حتى يتمكنوا من مرافقته لاستخلاصها بدون مشاكل. وكان المتهمون قد حددوا أمس الاثنين آخر أجل للتوصل بالفدية، مقابل إخلاء سبيل الشاب، لكن في ملابسات لا تزال غامضة تم الإجهاز على الشاب، ولاذ الجناة بالفرار، قبل أن يتم إيقاف ثلاثة مشتبه فيهم ضمنهم فتاة في مدينة القصر الصغير. وقالت الإدارة العامة للأمن الوطني إن المصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة فاس بتنسيق مع نظيرتها بمدينة طنجة، وبناء على معلومات وفرتها مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، قد تمكنت من إيقاف ثلاثة أشخاص، من بينهم فتاة، وذلك للاشتباه في تورطهم في قضية تتعلق بالقتل العمد المقرون بجناية الاختطاف والاحتجاز والمطالبة بفدية مالية. وجرى إيقاف المشتبه فيهم، زوال يوم أول أمس الأحد، في إطار بحث أنجز في شكاية بالاختطاف تقدمت بها عائلة الضحية لدى مصالح الدرك الملكي بأولاد الطيب بضواحي فاس، يوم السبت الماضي، قبل أن يتم اكتشاف جثة الهالك بإحدى الشقق بمدينة فاس بعد خنقه بحزام جلدي. وأوردت الإدارة العامة للأمن الوطني بأن المعلومات الأولية للبحث تفيد بأن القضية لها ارتباط بتصفية حسابات بين أشخاص يشتغلون في إطار شبكات الاتجار في مخدر الكوكايين. ويبلغ المشتبه فيهم من العمر 18 سنة، وأحدهم له سوابق قضائية. وقالت المصادر إن تعميق التحريات معهم سيكشف عن تفاصيل ارتكاب هذه الجريمة الشنعاء.