لازالت تفاعلات موضوع نشر “أخبار اليوم” لموضوع استفادة نور الدين بنسودة، مدير الخزينة بوزارة المالية، من تفويت عقار الدولة في حي تاركة بمراكش، تحت غطاء شركة عقارية، يثير ردود فعل متواصلة. فبعد الشكاية التي وضعتها “الجمعية المغربية لحماية المال العام”، لدى الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بمراكش، مطالبة بفتح بحث بخصوص شبهة تبديد أموال عمومية واستغلال النفوذ، والغدر وتضارب المصالح، أثار نور الدين مضيان، رئيس الفريق الاستقلالي، هذه القضية أمام وزير المالية محمد بنشعبون خلال مناقشة الميزانية الفرعية لوزارة المالية، أول أمس، بلجنة المالية بمجلس النواب. مضيان، قال مخاطبا بنشعبون، إن “الصحف نشرت أن مسؤولا كبيرا في وزارتكم استفاد من عقار الدولة”، داعيا إياه إلى فتح تحقيق في الموضوع وترتيب الجزاءات اللازمة، وربط المسؤولية بالمحاسبة. ولكن وزير المالية بنشعبون، الذي رد على مداخلات البرلمانيين، تفادى الرد على موضوع بنسودة. وكانت “أخبار اليوم” قد حصلت على وثائق تظهر استفادة بنسودة، المدير الحالي للخزينة، بوزارة المالية، من تفويت أرض للدولة بمراكش، لإنجاز مشروع عقاري كبير. ويتعلق الأمر بأرض مساحتها 20280 مترا مربعا، بمراكش تم تفويتها سنة 2007، بمبلغ لا يتعدى 6 ملايين و84 ألف درهم، أي 300 درهم للمتر المربع، لفائدة شركة عقارية تسمى “سليم سكن”، وتبين أن بنسودة يوجد ضمن المساهمين في الشركة، باعتباره وصيا على حصتي ابنيه القاصرين في الشركة، ولهذا فهو يتصرف باسم ابنيه سليم بنسودة، الذي لم يكن عمره في 2007 يتعدى 6 سنوات، وكنزة بنسودة التي كان عمرها حينها 9 سنوات. قرار التوفيت رخص له والي جهة مراكش تانسيف الحوز حينها، في 12 فبراير 2007 على أساس التفويت بالتراضي لعقار مخزني يقع بمنطقة “تاركة” بمراكش ذي الرسم العقاري 7331/م. وتضمن دفتر التحملات أن تنجز الشركة فوق كامل العقار المفوت لها مركبا سياحيا وسكنيا يتكون من فندقين من 40 غرفة و126 شقة سكنية. الشركة أنجزت فوق الأرض مشروعا عقاريا فاخرا يدعى “تاركا كاردن”، تم تسويق معظمه، لكن تفيد مصادر أنها لم تنجز الفندقين لحد الآن. وفي سنة 2014، أضيف ابن ثالث لبنسودة ضمن المساهمين، هو حمزة بنسودة من مواليد 2007، أي ولد في السنة التي تم فيها التفويت، على أساس ملكية مناصفة للأسهم بين المسمى زفاض الحسين، والأبناء الثلاثة لبنسودة، الذين وقع باسمهم والدهم نور الدين بنسودة. وتقرر، حسب المحضر، تعيين ليلى بنجلون مديرة للشركة، إلى جانب الحسين زفاض لمدة ثلاث سنوات، وهي زوجة بنسودة. وحاولت “أخبار اليوم”، الحصول على توضيح من بنسودة، لكن بمجرد سؤاله “هل فعلا أنت مساهم في شركة “سليم سكن؟”، انقطع الاتصال الهاتفي، ولم يعد يرد على الاتصالات، فتم إرسال رسالة نصية إليه، لكن لم تتلق الجريدة أي جواب لحد الآن. وكانت الجمعية الوطنية لحماية المال العام اعتبرت في شكايتها إلى الوكيل العام للملك، أن “وجود مدير الخزينة العامة السيد نور الدين بنسودة وراء الشركة التي استفادت من عملية التفويت يدل على أن هناك تضارب المصالح”، خاصة وأن مدير الخزينة كان إبان التفويت، مديرا للضرائب.