زهاء عشر ساعات متواصلة قضتها لجنة تفتيش مركزية، تابعة لوزارة الصحة، أول أمس الخميس، بالمستشفى الإقليمي بابن جرير، على خلفية حالة الاحتقان التي تعيشها المدينة بسبب اتهامات بإهمال تسبب في وفاة شخصين في أقل من أسبوع، ودعوة تنسيقية الرحامنة من أجل الحق في الاستشفاء والعلاج إلى تنظيم مسيرة احتجاجية، تحت شعار: “من أجل وقف الإهمال المؤدي إلى الوفاة.. من أجل الحق في العلاج والحياة”، ابتداءً من الساعة التاسعة من صباح يوم الأحد المقبل. اللجنة استهلت مهمتها، ابتداءً من الساعة التاسعة صباحا، بزيارة لمقر عمالة الرحامنة، حيث أجرت لقاءً قصيرا مع رئيس قسم الشؤون الداخلية، لوجود المسؤول الأول عن الإدارة الترابية بالإقليم خارج المدينة من أجل قضاء إجازته السنوية، وشغور منصب الكاتب العام، بعد تعيين الكاتب العام السابق عاملا على إقليم آسّا الزّاكَ. اللجنة المكونة من خمسة مسؤولين مركزيين، يمثلون المفتشية العامة لوزارة الصحة، مديرية المستشفيات والعلاجات المتنقلة، مديرية الموارد البشرية، مديرية التجهيزات والصيانة، ومديرية التخطيط والموارد المالية، لم يتمكنوا، أيضا، من لقاء المديرة الإقليمية للوزارة بالرحامنة،التي كانت قطعت إجازتها السنوية ورجعت لمقر عملها، يوم الأربعاء المنصرم، لتعقد لقاءً حضره ممثلو ثلاث مكاتب نقابية من أصل سبعة، الممثلة للعاملين بالقطاع الصحي بالإقليم، قبل أن تعود وتستأنف عطلتها، ابتداءً من أول أمس، تزامنا مع حلول لجنة التفتيش،التي عقدت اجتماعا بمقر المديرية الإقليمية، مع مدير المستشفى الإقليمي، والمقتصدة، والطبيبة المسؤولة عن المراكز الصحية بالإقليم. وقامت لجنة التفتيش، بعد ذلك، بزيارة ميدانية للمستشفى الإقليمي، حيث جالت على مختلف مصالحه، وعاينت المركب الجراحي وقسم الإنعاش، المغلقين منذ حوالي ثماني سنوات، واطلعت على النقص الحاصل في الأطباء والممرضين، إذ لا تتوفر المستعجلات سوى على طبيب واحد بقسم يستقبل الحالات الوافدة على المستشفى من ابن جرير ومن 24 جماعة أخرى تقع داخل المجال الترابي لإقليم، تبلغ ساكنته حوالي 350 ألف نسمة، ويجاور الطريق السيّار وتخترقه الطريق الوطنية الرابطة بين الدارالبيضاء ومراكش، كما لا يتوفر المستشفى سوى على طبيب واحد مختص في الجراحة العامة، لم يمض على تعيينه سوى ثلاثة أشهر،وعلى طبيبتين مختصين في الإنعاش، إحداهما دائمة التغيب عن العمل لأسباب صحية. وسائل العمل ليست أفضل حالا في مستشفى ابن جرير، فقد وقفت اللجنة على الخصاص في وسائل العمل والتجهيزات الطبية والأدوية، إذ يفتقر قسم المستعجلات، مثلا، لأجهزة قياس الضغط الدموي، ولأبسط الأدوية، من قبيل مطهر الجروح (بيتادين) ومضادات التعفنات الخارجية. وعزت مصادر متطابقة تردي الخدمات الصحية بالمنطقة إلى ما سمّته ب”الفراغ وعدم الاستقرار الإداري”، الذي عاشته كل من المديرية الإقليمية لوزارة الصحة بالرحامنة والمستشفى الإقليمي بابن جرير، فلم تكد تمضي سوى شهور قليلة على تعيين مدير إقليمي جديد، وهو طبيب عام وخريج المعهد الوطني للإدارة الصحية، حتى أعفي من مهامه وانتقل للعمل بمدينة الجديدة، لتخلفه في المنصب نفسه طبيبة كانت مديرة للمركز الصحي بجماعة صخور الرحامنة، كما ظل منصب مدير المستشفى الإقليمي شاغرا لمدة طويلة، قبل أن يتم، مؤخرا، تعيين مدير جديد له.