نظّم مجموعة من المواطنين بشكل عفوي بالرحامنة، اليوم الاثنين، وقفة احتجاجية تنديدا بما وصفوه "تردي الوضع الصحي"؛ وهو ما أدى إلى وفاة شاب من ذوي الاحتياجات الخاصة. وأرجع المحتجون وفاة الهالك إلى ما وصفوه ب"الإهمال الذي عانى منه هذا الشاب، الذي أحضرته والده وهو في وضعية حرجة ابتداء من الساعة الخامسة صباحا وظل يحتضر إلى غاية 10 صباحا، دون أن يتلقى العلاجات بسبب غياب الجميع عن قسم المستعجلات وبعد إرساله إلى مراكش توفى في الطريق"، على حد قول مصادر هسبريس. إدريس دحمان، فاعل جمعوي من الرحامنة، قال لهسبريس: "لقد عشت التجربة نفسها قبل عيد الأضحى، حين كانت زوجتي في لحظاتها الأخيرة لوضع ما تحبل به"، مضيفا: "الفحوصات التي أجريت لها بمستشفى محمد السادس بمدينة مراكش كشفت إصابتها بنزيف دموي، كاد يقضي عليها لو بقيت بالمشفى الإقليمي بالرحامنة". وزاد الناشط المدني نفسه قائلا: "قطاع الصحة في عاصمة الرحامنة في حالة يرثى لها"، واستغرب غياب مستشفى إقليمي يقدم خدماته للمرضى، حيث يعاني المشفى من الاكتظاظ بسبب كثرة الحالات التي تقصده، علما أن معظمها يرجع إلى "لسعات العقارب"، مسجلا "قلة الموارد البشرية الكافية لعلاج المرتفقين"، وأورد "أن قسم المستعجلات به طبيب واحد، وأن قسم الإنعاش مغلق، والنساء في مرحلة الوضع يوجه أغلبهن إلى مدينة مراكش"، بتعبيره. يذكر أن مريضا آخر كان يعاني قيد حياته من مرض السكري توفي، يوم الأربعاء الماضي، بمستوصف الرياض بالمدينة نفسها، بسبب ما وصفته مصادر هسبريس ب"اللامبالاة وغياب سيارة الإسعاف التي حضرت متأخرة"، مشيرة إلى أن الهالك ظل يصارع الموت أمام عيني ابنه. ولتسليط الضوء على ما سبق، ربطت هسبريس الاتصال بفوزية العباس، مندوبة الصحة بإقليم الرحامنة، التي أوضحت أنها كانت في عطلة وعادت دون إتمامها للوقوف على ما عرفته المنطقة من الحوادث السابق ذكرها، مشيرة إلى أن التقارير التي وصلتها من كل من المستوصف والمستشفى الإقليمي تبرئ الأطر الطبية من مسؤولية الوفاة. وزادت المندوبة نفسها موضحة "أن تقرير كل من المستوصف والسلطة المحلية أرجع وفاة الهالك إلى سكتة قلبية"، مشيرة إلى أن "الهالك حضر إلى المؤسسة الصحية المذكورة بعد استعماله لمادة "الأنسولين" وتناوله لوجبة خفيفة وانتظر طويلا للحصول على الدواء". أما الشاب الذي توفي، فكان يحضر إلى المستشفى الإقليمي يعاني من أزمة؛ لكنه أصيب اليوم بنوبات حادة، مؤكدة "أن الطبيب المداوم تعرض لهجوم المرتفقين لما حاول فحص الضحية، فدخل إلى غرفته هروبا من الاعتداء عليه"، و" غم ذلك أرسل المريض إلى مراكش رفقة ممرضة؛ لكن المنية وافته في الطريق"، بتعبيرها. وأوضحت العباس أن "البلوك في حاجة إلى الإصلاح والمعالجة من الميكروبات وتثبيت مكيف هوائي"، مؤكدة "قلة الموارد البشرية بالإقليم، وأن تدبيرها يتم بشكل يضمن الخدمات العلاجية وفق ما هو متوفر من الأطر الطبية والتمريضية"، وفق تصريحها لهسبريس.