منذ عودة الهجرة عبر “قوارب الموت” للنشاط في السواحل المغربية، أغرت مهنة الاتجار في المهاجرين عددا من المغاربة والمهاجرين من دول افريقيا جنوب الصحراء، للاشتغال على خط المجازفة بأرواح المهاجرين في عرض المتوسط، ما استدعى تدخلا أمنيا لإيقافهم، وسط مطالب حقوقية بتشديد القبضة على “المجازفين بالأرواح”. وأعلنت السلطات الأمنية بالناظور، اليوم الخميس، أنها تمكنت من إيقاف أكثر من 320 شخصا، مغاربة ومنحدرين من دول افريقيا جنوب الصحراء، خلال الستة أشهر الماضية، تورطوا في عمليات تنظيم الهجرة السرية، وتم تقديمهم للعدالة، في مدينة ارتفعت فيها وتيرة الهجرة السرية، حيث اتخذ ممتهنو تنظيم عمليات العبور في قوارب الموت، الغابات المحيطة بالمدينة مقرا لهم، وهو ما كشفته تقارير إعلامية وحقوقية على المدى الأيام الماضية، حيث نقلت أن المهاجرين يختبؤون في غابات الناظور، في انتظار أن يفي مهربوهم بوعد تهجيرهم سرا إلى الضفة الأوروبية من المتوسط. على شبكات التواصل الاجتماعي، يتداول ضحايا منظمي الهجرة السرية بمدن الشمال باستمرار صورهم، مرفوقة بقصصهم معهم بعدما أصبحوا ضحايا لهم، حيث يقصون في جميع المنشورات، كيف وقعوا ضحية من أوهموهم بتحقيق حلم الهجرة نحو أوروبا، وجردوهم من مبالغ مالية كبيرة، ليجدوا أنفسهم في كثير من الأحيان، ضحية عمليات نصب، فلا حلم هجرة يتحقق، ولا المبالغ المالية الضخمة التي تقدر بالملايين تعود لهم. من جانبهم، يطالب الحقوقيون المشتغلون على قضايا الهجرة في مدن الشمال ومنها الناظور، السلطات، بمتابعة المتورطين في تنظيم الهجرة السرية بالمنطقة، بقوانين الاتجار بالبشر، للردع ووقف شبح الهجرة الذي عاد بقوة للمنطقة، مخلفا وراءه مآسي إنسانية كثيرة.