عاد نقاش التدريس بالعامية إلى الواجهة، بعد اعتماد وزارة التربية الوطنية الدارجة في الكتب المدرسية الخاصة بالتعليم الأولي، على هامش الدخول المدرسي الجديد. وفي هذا الإطار، قال فؤاد أبو علي، رئيس الائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية، إن الائتلاف يستعد إلى مراسلة كل من رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، ووزير التربية الوطنية والتعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر، سعيد أمزازي، باعتبارهما المسؤولان عما أسماه ب”المنهج الكارثة”، كما سيراسل كل الفرق البرلمانية للقيام بدورها الرقابي التشريعي. وأضاف أبو علي في حديث مع “اليوم 24” أن “هذه المبادرة الكارثية لوزارة التعليم، ومبرراتها الواهية، التي أعلنتها، تثبت عدم وعيها بمخاطر ما فعلت”. وزاد رئيس الائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية، وقال: “إن هذه الخطوة، تتويج لمسار طويل من التلهيج، وأقول التدريج، ولا أقول الدارجة لأن هذه الأخيرة، تراث يحافظ المغاربة عليه باعتباره عنصرا أساسيا في المشترك المجتمعي الوطني، لكن مسار التلهيج، فليس إلا تحجيم للغة العربية، بغية القضاء عليها في التعليم، والانتقال إلى العامية من مجرد آلية للتواصل الشفوي العامي، إلى أن تصبح لغة للتدريس، أي نقلها إلى اللغة العالمة، وهذا هو الخطر”. وفي تعليقه على رد مدير المناهج، بكون تضمين المقررات الدراسية لبعض الكلمات ب”الدارجة”، له مبررات بيداغوجية، ولتقريب المعلومات للتلاميذ، أبرز أبو علي، أن ما قيل “عبارة عن مبررات واهية، لتبرير هذه الممارسة الشنيعة التي ينبغي على جميع المسؤولين التصدي لها، خصوصا سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، الذي من المفروض أن يوقف هذه المهزلة، التي تهدد ليس فقط التعليم المغربي، بل كل النسيج الاجتماعي المغربي”. وكانت صور من مناهج دراسية للتعليم الأولي، تضمنت كلمات ب”العامية” المغربية، قد أثارت موجة غضب على شبكات التواصل الاجتماعي، فيما خرجت وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر، لتبرر أن ورود عبارات مثل “البريوات”، و”البغرير” في المناهج الدراسية في التعليم الأساسي المغربي موجود فعلا، وهو اختيار “له مبررات بيداغوجية”.