أثار إدراج مصطلحات من اللهجة الدارجة المغربية في كتب مادتي اللغة العربية واللغة الفرنسية ضمن المقرر الدراسي الرسمي للسلك الابتدائي للموسم الجديد، الكثير من الجدل خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، ووصلت النقاش في الموضوع إلى البرلمان، في حين قدمت وزارة التربية الوطنية توضيحاتها ل”العمق”. استنكار فيسبوكي وتداول نشطاء التواصل الاجتماعي صور لصفحات من كتب مدرسية، تظهر إدراج مصطلحات من الدارجة استعدادا لتلقينها للتلاميذ في المدارس خلال الموسم الدراسي الجديد الذي ينطلق رسميا بعد غد الأربعاء، وتضم مفردات من قبيل: “البريوات، البغرير، الغريبية، شربيل”. وتظهر صورة أخرة صفحة لكتاب مدرسي لمادة اللغة الفرنسية، يتضمن ترجمة لجمل فرنسية إلى الدارجة، باستعمال الحرف العربي والفرنسي في الترجمة، ذلك من قبيل: “واحد جوج ثلاثة.. با مشا لسباتا.. شر ليا قميجة.. وأنا وأختي خديجة.. طالعة للبيرو.. كتشرب السيرو.. النعناع والشيبة.. السكر للخليفة”. الصور المتداولة لمفردات بالدارجة بالكتب المدرسية، أثارت غضبا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر نشطاء أن الحكومة “أظهرت نيتها بوضوح هذا الموسم لمزيد من تهميش اللغات الرسمية للبلد”، فيما طالب آخرون وزارة التربية الوطنية بالتحقيق في الموضوع وتدارك الأمر بسرعة. اختراق للدستور وفي نفس السياق، دخل حزب الاستقلال على الخط وطالب بعقد اجتماع عاجل بالبرلمان من أجل مناقشة هذا الموضوع، واصفا إدراج مفردات بالدارجة في المقررات الدراسية بأنه “إخلال صريح بالمقتضيات الدستورية وخاصة الفصل الخامس من الدستور الذي يحدد العربية والأمازيغية، حصرا، لغتين رسميتين للدولة”. وأوضح الفريق الاستقلالي بمجلس النواب، أنه دعا إلى عقد اجتماع عاجل للجنة التعليم والثقافة والاتصال، بعد متابعته “بقلق كبير تواتر إصدار عدد من المقررات الدراسية، خاصة بالتعليم الابتدائي، تستعمل عبارات دارجة، إضافة إلى مضامين تخالف المنظومة القيمية والثوابت الجاعة للأمة المغربية”. واعتبر الفريق في مراسلته إلى رئيس اللجنة البرلمانية المذكورة اليوم الإثنين، اطلعت جريدة “العمق” على نسخة منها، أن “محاولة اختراق المقررات الدراسية باستعمال العبارات الدارجة، يدخل في سياق الأزمة المفتعلة حول اللغتين العربية والأمازيعية، وتدبير التنوع اللغوي ببلادنا من طرف جهات معلومة تسوق لاختيارات مجتمعية مضادة لثوابت الأمة”. مبررات بيداغوجية مصدر مسؤول بوزارة التربية الوطنية، أكد لجريدة “العمق” أن الصورة التي تظهر كتابا لمادة اللغة العربية يتضمن مصطلحات بالدارجة، هو كتاب مصادق عليه فعلا من طرف الوزارة، مشيرا إلى أن إدراج مفردات بالدارجة تم بناءً على مبررات بيداغوجية، موضحا أن الصورة الثانية التي ترجمة جمل فرنسية إلى الدارجة، غير موجودة في مقرر مصادق عليه من طرف الوزارة. واعتبر المصدر أن الهدف الأساسي من إدراج مصطلحات مثل “البريوات والبغرير والغريبية”، هو استعمال مفردات موجودة في الرصيد اللغوي للطفل وتستعمل في الحياة اليومية، مشيرا إلى أن هذه الأسماء ليس لها مرادف في اللغة العربية الفصحى، وبالتالي لا يوجد بديل عن وضعها باللهجة الدارجة، وفق تعبيره. هذا وحاوت جريدة “العمق” أخذ معطيات أكثر عن الموضوع من طرف فؤاد شفيق، مدير المناهج والبحث التربوي بوزارة التربية الوطنية، إلا أن هاتفه ظل يرن دون رد.