أقرت وزارة التربية الوطنية، رسميا، باستعمال “عبارات دارجة” في في مقرر دراسي بالسلك الابتدائي للموسم الدراسي الجديد، معتبرة أن اعتماد “أسماء علم لحلويات أو أكلات أو ملابس مغربية في مقرر دراسي يعود لمبررات بيداغوجية صرفة”. بالمقابل نفت الوزارة في بلاغ لها، اليوم الثلاثاء، أن تكون الصورة التي يتم ترويجها لوثيقة باللغة الفرنسية تتضمن أنشودة باللغة الدارجة مكتوبة بالحرفين العربي واللاثيني، من مقرر دراسي مصادق عليه. ودعت الوزارة في بلاغها الذي توصلت جريدة “العمق” بنسخة منه، “الفاعلين التربويين وجميع مكونات المجتمع إلى التعبئة من أجل إنجاح الدخول المدرسي الحالي، وعدم الانصياع وراء كل ما من شأنه التشويش على الأوراش الإصلاحية التي تسعى إلى تجويد المنظومة التربوية وتحسين مردوديتها”. وتداول نشطاء التواصل الاجتماعي صور لصفحات من كتب مدرسية، تظهر إدراج مصطلحات من الدارجة استعدادا لتلقينها للتلاميذ في المدارس خلال الموسم الدراسي الجديد الذي ينطلق رسميا بعد غد الأربعاء، وتضم مفردات من قبيل: "البريوات، البغرير، الغريبية، شربيل". وتظهر صورة أخرى صفحة لكتاب مدرسي لمادة اللغة الفرنسية، يتضمن ترجمة لجمل فرنسية إلى الدارجة، باستعمال الحرف العربي والفرنسي في الترجمة، وذلك من قبيل: "واحد جوج ثلاثة.. با مشا لسباتا.. شر ليا قميجة.. وأنا وأختي خديجة.. طالعة للبيرو.. كتشرب السيرو.. النعناع والشيبة.. السكر للخليفة". الصور المتداولة لمفردات بالدارجة بالكتب المدرسية، أثارت غضبا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر نشطاء أن الحكومة "أظهرت نيتها بوضوح هذا الموسم لمزيد من تهميش اللغات الرسمية للبلد"، فيما طالب آخرون وزارة التربية الوطنية بالتحقيق في الموضوع وتدارك الأمر بسرعة. غير أن وزارة التربية الوطنية، أكدت لجريدة "العمق"، أمس الإثنين، أن الصورة التي تظهر كتابا لمادة اللغة العربية يتضمن مصطلحات بالدارجة، هو كتاب مصادق عليه فعلا من طرف الوزارة، مشيرا إلى أن إدراج مفردات بالدارجة تم بناءً على مبررات بيداغوجية، موضحا أن الصورة الثانية التي تظهر ترجمة جمل فرنسية إلى الدارجة، كتاب غير مصادق عليه من طرف الوزارة. واعتبر مصدر رفيع المستوى بالوزارة لجريدة "العمق"، أن الهدف الأساسي من إدراج مصطلحات مثل "البريوات والبغرير والغريبية"، هو استعمال مفردات موجودة في الرصيد اللغوي للطفل وتستعمل في الحياة اليومية، مشيرا إلى أن هذه الأسماء ليس لها مرادف في اللغة العربية الفصحى، وبالتالي لا يوجد بديل عن وضعها باللهجة الدارجة، وفق تعبيره. حزب الاستقلال دخل على الخط، وطالب رئيس فريقه البرلماني نور الدين مضيان، بعقد اجتماع عاجل للجنة التعليم والثقافة والاتصال، بحضور وزير التربية الوطنية، معتبرا إدراج مصطلحات من اللهجة الدارجة المغربية في كتب مادتي اللغة العربية واللغة الفرنسية ضمن المقرر الدراسي للسلك الابتدائي للموسم الجديد، نوع من "الاختراق". وأوضح الفريق الاستقلالي بمجلس النواب، أنه دعا إلى عقد اجتماع عاجل للجنة التعليم والثقافة والاتصال، بعد متابعته "بقلق كبير تواتر إصدار عدد من المقررات الدراسية، خاصة بالتعليم الابتدائي، تستعمل عبارات دارجة، إضافة إلى مضامين تخالف المنظومة القيمية والثوابت الجامعة للأمة المغربية". وقال الفريق في مراسلته إلى رئيس اللجنة البرلمانية المذكورة أمس الإثنين، اطلعت جريدة "العمق" على نسخة منها، أن "محاولة اختراق المقررات الدراسية باستعمال العبارات الدارجة، يدخل في سياق الأزمة المفتعلة حول اللغتين العربية والأمازيعية، وتدبير التنوع اللغوي ببلادنا من طرف جهات معلومة تسوق لاختيارات مجتمعية مضادة لثوابت الأمة، وتحاول جاهدة ضرب الإنسية المغربية، وافتعال أزمات قيمية، حسم دستور المملكة في تفاصيلها".