تتواصل تداعيات معاناة الحجاج المغاربة في الديار المقدسة أثناء أدائهم شعائر الحج هاته السنة، حيث اتهموا وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بإهمالهم، وتجويعهم، علاوة على تركهم لمصيرهم المجهول والضياع، رغم أدائهم لواجبات 6 ملايين سنتيم للحاج الواحد، وهو ما أطلق حملة واسعة النطاق على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي بتنظيم وقفة احتجاجية أمام مقر وزارة الأوقاف بالرباط، وهو مرتدون زي الإحرام. وطالب نشطاء فيسبوكيون بتنظيم الوقفة الاحتجاجية من طرف الحجاج، بعد عودتهم من الديار المقدسة، والاستمرار في ارتداء ثوب الإحرام، للمطالبة بفتح تحقيق عاجل في القضية، التي تداولها الإعلام الوطني والدولي، كما تم تداول أشرطة فيديو كثيرة تبين الموقف الصعب الذي عاشه الحجاج المغاربة بالديار السعودية، وهو ما دفع عددا من النشطاء إلى المطالبة بإقالة أحمد التوفيق وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية. وبعد صدور بيان وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بخصوص بعض أشرطة الفيديو، وتوضيحها أن الشريط سجل في وقت سابق، مضيفة أن الأمور كانت بشكل عادي، فقد ظهر شريط آخر كشف أن العديد من الحجاج المغاربة اتخذوا من المراحيض ملجأ للنوم، في ظل الإهمال الذي لاقوه من البعثة المغربية بالديار السعودية، وأظهر الشريط معاناة قاسية للحجاج المغاربة، وهم يرقدون بالمراحيض. وتشبث الحجاج، حسب ما ورد في الشريط، بمحاسبة المسؤولين، وأن الملك محمد السادس أوصى بإكرامهم وصون كرامة الحجاج المغاربة، غير أن ذلك لم يتم تطبيقه على أرض الواقع، إذ اختفى أفراد البعثة المغربية، واختفى العلم الوطني ليظل الحجاج المغاربة دون مأوى أو مأكل طيلة أيام، في معاناة كبيرة طبعت موسم الحج لهاته السنة، مما دفع وزارة التوفيق إلى إصدار بيان في الموضوع، كما قام ثلاثة من نواب حزب العدالة والتنمية بالبرلمان وهم حسن عديلي ورضا بوكمازي وإدريس الثمري بتوجيه سؤال شفهي لأحمد التوفيق بخصوص الموضوع، مطالبين باتخاذ الإجراءات اللازمة بهذا الخصوص، والوقوف على شكايات الحجاج المغاربة، وترتيب القرارات المناسبة في الموضوع، غير أن تطورات الأمر بلغت حد المطالبة بوقفة احتجاجية أمام مقر الوزارة برداء الإحرام، والمطالبة بإقالة أحمد التوفيق وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية من منصبه.