على بعد أيام قليلة من حلول عيد الأضحى، كشف المكتب الوطني للسلامة الصحية، عن معلومات مثيرة توصل إليها بحث أجراه خبراء من معهد الزراعة والبيطرة للتأكد من الأسباب الحقيقية لتعفن أضاحي العيد السنة الماضية. البحث أخضع 80 كبشا لتحاليل مخبرية وبيطرية دقيقة، خصوصا عملية التسمين التي استمرت لأكثر من ستة أشهر، تناولوا خلالها أعلافا مختلطة بفضلات الدجاج وممزوجة بأدوية دردك وحبوب منع الحمل. وأسفر بحث معهد الزراعة والبيطرة عن نتائج صادمة، أظهرت أن 70 في المائة من الأكباش التي تم تسمينها بأعلاف ممزوجة بفضلات الدجاج، تبين تعفنها بعد مرور ست ساعات من ذبحها. فيما كشفت النتائج ذاتها، أن حوالي 20 من المائة من الأكباش التي تم إخضاعها لعملية التسمين بأعلاف ممزوجة بحبوب منع الحمل ودردك، تعفنت بسبب هذه الأدوية. كما كشف البحث ذاته، عن أسباب أخرى لتعفن لحوم الأضاحي، منها البكتيريا التي تجتاح الجهاز الهضمي بسبب الحرارة المفرطة. حسب المعطيات التي كشف عنها المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية على هامش إطلاق حملة "الكزار ديالي"، التي تمت بشراكة مع الفيدرالية البيمهنية، فإن عملية المراقبة أدت إلى سجن متلاعبين في أعلاف الأضاحي في العديد من مدن المملكة. وتحسبا لتكرار سيناريو تعفن لحوم الأضاحي، فإن المكتب الوطني للسلامة الصحية قرر منع المصالح البيطرية من الاستفادة من عطلهم السنوية، وشرع في استقبال أكثر من عشرين شكاية يوميا من طرف المواطنين، وهو الرقم المرشح للارتفاع مع قرب حلول عيد الأضحى. وحسب المعطيات التي حصلت عليها "أخبار اليوم"، فإن المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، أطلق حملة استباقية للحد من تعفن الأضاحي، وألزم أصحاب ضيعات تربية الدواجن، بتقديم تصريح طبي أمام المصالح البيطرية، من أجل نقل فضلات الدجاج، وهي العملية التي تم منعتها السلطات حاليا. من جانبه، كشف محمد كريمين، رئيس الفدرالية البيمهنية للحوم الحمراء، أن عملية ترقيم الأضاحي، تجاوزت 6 ملايين و30 ألف رأس من الغنم والماعز الذين تم ترقيمهم عبر وضع "حلقات". حسب كريمين، فإن حوالي 8 مليون حلقة خصصت لترقيم الأضاحي الموجهة للعيد، يتم وضعها في أذن الغنم والماعز تم استيرادها من الخارج، وستتمكن المصالح المعنية من تتبع أثر الذبيحة التي يمكن أن يظهر عليها تعفن جديد، وقال كريمين في تصريح للجريدة، "أي رأس يحمل ترقيما وتعرض لتعفن بعد ذبحه، فإن السلطات المعنية، ستقوم بإجراء بحث دقيق بناء عن المعطيات التي يحملها رقم تسلسلي فريد في الحلقة التي يتم بها ترقيم أي أضحية". ويشار إلى أن هذه العملية تندرج في إطار الآليات والتدابير المتخذة من طرف السلطات لحماية صحة وسلامة المستهلك، خصوصا بعد فضيحة تعفن أضاحي العيد خلال السنة الماضية، ومن بين هذه الإجراءات التي تم اتخاذها، عملية ترقيم رؤوس الأغنام والماعز الموجهة للذبح في عيد الأضحى. إلى ذلك انطلقت حملات في كل من البيضاء والرباط لتأهيل حرفيي الجزارة بمناسبة حلول عيد الأضحى، والتي حملت شعار "الكزار ديالي"، أطلقها كل المكتب الوطني للسلامة الصحية (أونسا)، والفدرالية البيمهنية للحوم الحمراء. وحضرت هذه الحملات مجموعة من مهنيي الجزارة ومساعديهم، القادمين من مختلف المناطق، خضعوا على إثرها لتكوين يتعلق بضمان الشروط الصحية لذبح أضحيات العيد، بما يتماشى مع القواعد المتعارف عليها، دون المساس بتوفر السلامة الصحية الضرورية.