مع اقتراب عيد الأضحى، يواصلُ المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية تنزيلَ سلسلة إجراءاته الاحترازية من أجل العمل على تفادي سيناريو السنة الماضية، التي شهدت تعفُّن لحوم عدد من الأضاحي في مُختلف المدن؛ ففي بادرة جديدة جرى، اليوم الخميس بمدينة تمارة، إطلاق حملة "الكزّار ديالي"، التي أعطى إاطلاقتها عامل عمالة الصخيراتتمارة. الدورة التكوينية، التي انطلقتْ من عمالة الصخيراتتمارة على صعيد جماعة سيدي يحيى زعير، تطمحُ إلى استهداف أزيد من 500 مهني جزار. وستهمُّ الدورة الجوانب المتعلقة بطرق ذبح الأضاحي بما يتماشى والقواعد المتعارف عليها دون المساس بالسلامة الصحية للمواطنين، إلى جانب التطرق إلى "الهندام وأدوات الذبح التي يجب أن تكون نظيفة وخالية من الأوساخ". محمد كريمين، رئيس الفدرالية البيمهنية للحوم الحمراء، أورد في تصريح لجريدة هسبريس أن "الإجراءات المتخذة تأتي في إطار الاستعدادات لعيد الأضحى وبارتباط مع التدابير الوقائية المخصصة لتفادي المخاطر الصحية والاقتصادية المقترنة ببعض الممارسات ذات الصلة بتسمين الأضحية"، مورداً أن هذه العمليات "ستُمكِّن من ضمان سير عادي لإجراءات العيد مع إمكانية تحديد المخالفين". وزاد: "هناك مخالفات ومشاكل مرتبطة بطريقة ذبح أكباش العيد، وسنعملُ على تجنبها لتفادي سيناريو السنة الماضية التي شهدت تعفناً واخضرار اللحوم، إذ سنعملُ على مراقبة 2.4 مليون رأس من الأغنام الموجهة إلى الأسواق على مستوى كافة التراب الوطني". وقال إنه "لضمان حماية المستهلك، فإن القطاع المعني سيتم مراقبته طيلة الفترة التي تسبق عيد الأضحى، بتحديد رؤوس القطيع المعدة للأضحية بعلامات خاصة وتسجيل مربي الماشية". من جانبه، قال يوسف الحر، المدير الجهوي للمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية جهة رباط سلاالقنيطرة (ONSSA)، إن "هذه الحملة التحسيسية تأتي في سياق الإجراءات التي أطلقها المكتب بالتنسيق مع باقي المصالح المخصصة، من أجل أن يمر العيد في ظروف جيدة"، مشيرا إلى أن "القافلة التحسيسية ستهمُّ الحرفيين الذين يشتغلون يوم عيد الأضحى، إذ سيتم تقديم زي موحد لهؤلاء الحرفيين؛ حتى يتسنى للمواطنين معرفتهم وبالتالي الاستفادة من خدماتهم". وأوضح الحر، في تصريح لجريدة هسبريس، أن "المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية أطلق عملية تواصلية واسعة لحث مربي الأغنام والماعز على الاتصال بالمصالح البيطرية التابعة له بهدفِ التسجيل؛ حتى يتمكنوا من عرض أضحيتهم للبيع في الأسواق". وفي السياق ذاته، سجل بوعزة الخراطي، رئيس الجمعية المغربية لحماية المستهلك، أن "الحملة التحسيسية تأتي في إطار تكملة البرنامج الذي أطلقه المكتب الوطني بعد إحصاء وتسجيل الأغنام المخصصة للعيد حان الوقت لتكوين الجزار، الذي يعتبر الحلقة ما قبل الأخيرة أي ما قبل الخزن وما قبل استهلاك اللحوم عند المستهلك". وقال إن "الجزارين يلعبون أدوارا مهمة، ويجب أن يخضعوا لتكوينات لتفادي تلوث أضاحي العيد واخضرارها"، معتبراً أن "هذه التدابير التنظيمية والرقابية الاستباقية المتعلقة بمختلف مراحل تربية وتسمين أضاحي العيد تأتي تفاديا لتكرار تجربة السنة الماضية التي تميزت بالتعفن السريع للعديد من لحوم الأضاحي بسبب الغش والتدليس في استعمال مواد غير صالحة في علف تسمين المواشي المعدة لهذه المناسبة". جدير بالذكر أن المكتب الوطني ولمواكبة نجاح العملية وضع رهن إشارة المربين والكسابة الرقم 0801003637 للحصول على مختلف المعلومات والتوضيحات اللازمة بخصوص هذه الإجراءات.