مع اقتراب موعد عيد الأضحى، يسابق المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية (ONSSA) الزمن لتفادي سيناريو السنة الماضية، التي شهدت تعفُّن لحوم عدد من الأضاحي في مُختلف المدن المغربية، باتخاذ سلسلة من الإجراءات الاحترازية جرى الكشفُ عن بعض تفاصيلها، اليوم السبت، في ندوة التأم فيها عدد من الخبراء والمسؤولين في قطاع البيطرة والفلاحة. وتتمثل الإجراءات الجديدة التي اتخذها المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، وجرى الكشفُ عنها خلال لقاء نُظّم بالرباط، في "تسجيل وحدات تربية الأغنام والماعز المعدة لعيد الأضحى المقبل، وترقيم هذه الحيوانات بهدف تتبعها"، في عملية انطلقت على المستوى الوطني خلال فبراير 2018، بالإضافة إلى "مراقبة البقايا والأعلاف الحيوانية ومؤسسات الأعلاف الحيوانية والأسواق وكذا وحدات تربية الماشية". وكشف المكتب أن تنزيل هذه التدابير يعرف انخراط، بالإضافة إلى "أونسا" نفسه، جميع الإدارات المعنية من وزارة الداخلية، والدرك الملكي، ووزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، والجمارك، والمكتب الوطني للاستشارة الفلاحية، والمنظمات المهنية (الهيئة الوطنية للأطباء الأباطرة، والهيئة الوطنية للصيادلة، والفيديرالية البيمهنية للحوم الحمراء، والفيدرالية البيمهنية لقطاع الدواجن)، وجمعيات المستهلك. وفي هذا الصدد، أورد الكاتب العام لوزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد صديقي، أن "هذه الإجراءات المتخذة تأتي في إطار الاستعداد لعيد الأضحى المقبل الذي باتَ خلال السنوات الأخيرة يتصادف مع فصلِ الصيف"، وقال إن "هذه التدابير التنظيمية والرقابية الاستباقية المتعلقة بمختلف مراحل تربية وتسمين أضاحي العيد تأتي تفاديا لتكرار تجربة السنة الماضية التي تميزت بالتعفن السريع للعديد من لحوم الأضاحي". وأكد صديقي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "جميع المصالح الخارجية والداخلية لوزارة الفلاحة مُعبأة بشكلٍ استثنائي من أجل حماية المستهلك من خلال تكْثِيفِ المُراقبة وإطلاق برنامج يضمُّ كل الأطراف المعنية حتى يمر العيد في جوٍ ملائمٍ". وتابع: "هذه العملية الاستباقية بدأت خلال الشهور الماضية، وهذا التعزيز جاء من أجل تحديث آليات المُراقبة وتحسيس المواطنين وإرشاد مربي المواشي لتفادي بعض الأخطاء، خصوصا وأن عيد الأضحى أصبح يتزامن مع فصل الصيف". وأشار إلى أن "المقاربة الجديدة التي تعتمد على ترقيم المواشي ستجعلنا نتعرف على أصل الأضحية، وبالتالي إمكانية الرجوع إلى المربي الأول الذي أشرف على هذه الأضحية". من جانبه، قال عبد الغني عزي، رئيس مصلحة المنتوجات الحيوانية بالمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، إن "الهدف من لقاء اليوم هو تقييم عمل وبرنامج عمل المكتب في ما يخص ترقيم الأغنام ومراقبة الأعلاف المسوقة والمنتجة ومراقبة فضلات الدجاج، التي تخرج من الضيعات بعد نيل موافقة المصالح البيطرية، والتي ستستعمل كأسمدة وليس كأعلاف". وزاد المتحدث، في تصريح لهسبريس، أنه "يتعين على المستهلك أن يكون حريصا على الجودة وألا يتزود بأكباش العيد إلا من نقط البيع المرخص لها"، مشيراً في هذا الصدد إلى أنه "تم ضبط حالات غش في صفرو وخنيفرة ووجدة، ملفاتها معروضة على القضاء". وتوقف المسؤول ذاته عند ترقيم الأغنام، وقال إن "هذه العملية مهمة وستشمل جميع المداشر والضيعات والقرى في المملكة، ولن نستثني أحداً"، وفق تعبيره، قبل أن يكشف أن "جميع الكسابة أبدوا استعدادهم ورغبتهم في الانخراط في هذه العملية". ووجه عزي نداء إلى المستهلك المغربي أكد فيه أن "المكتب خُلق من أجل حماية المستهلك حتى يمر عيد الأضحى في ظروف جيدة"، داعياً المواطنين المغاربة إلى شراء الأكباش من نقط البيع المعروفة، موردا أن "الأكباش المُرخص ببيعها معروفة بوجود حلقة في أذنها لونها أصفر تتضمن نجمة المغرب، مكتوب عليها عيد أضحى، وفيها عدد تسلسلي يضم سبعة أرقام". وكان المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية قد دعا كافة مربي الأغنام والماعز إلى مواكبة سير هذه العملية، والاتصال بالرقم 0801003637 للحصول على مختلف المعلومات والتوضيحات اللازمة بخصوص هذه الإجراءات.