تفاعلا منها مع ما نشر وتدوول في مواقع التواصل الاجتماعي والصحافة الوطنية، حول موضوع تغير لون أضحية العيد وتلوث الذبائح وعلاقتها بالحالة الصحية وتغذية القطيع الوطني، أوضحت الجمعية الوطنية لمربي الأغنام والماعز أن حالات تلوث أضحية العيد كانت ضئيلة جدا ب»المقارنة مع أعداد الأضاحي التي فاقت 5.5 مليون رأس». وأكدت الجمعية، في بلاغ صحافي، لها توصلت بيان اليوم بنسخة منه، أنه وبصفتها فاعل أساسي في قطاع تربية الأغنام، تشجب ممارسات بعض «المتطفلين على هذا القطاع الذين يسعون للربح السريع»، موضحة أن «هذه الفئة تقتني الخروف وتقوم بتغذيته بطريقة غير ملائمة، قصد بيعه في فترة العيد». وأفاد ذات المصدر، أنه واستنادا إلى الاستطلاعات التي قام بها «في المناطق التي تتواجد بها جمعيتنا لم تسجل أية شكاية تخص جودة لحوم الأغنام المسوقة من طرف منخرطي جمعيتنا»، مطالبة الجمعية بتعميم الترقيم الإلكتروني للقطعان، على اعتباره السبيل الوحيد لضمان التتبع المستمر للإنتاج الوطني من الأغنام والماعز، خلال السنوات القادمة. ونفت الجمعية التي تؤطر حوالي 14000 كساب، منظمة في 154 تجمع مهني عبر التراب الوطني، أن تكون قد عرضت بأسواق المملكة أضاحي في حالة صحية سيئة، مبينة أن «الكسابة استطاعوا توفير الأعداد الكافية بجودة عالية لتلبية طلب المواطنين من الأضاحي السليمة والمراقبة من طرف أطر وتقنيي الجمعية الوطنية لمربي الأغنام والماعز، بتنسيق مع المصالح الخاصة التابعة لوزارة الفلاحة والمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية». من جهته، أصدر المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية «أونسا»، أول أمس الأربعاء، بلاغا صحافيا ثانيا في الموضوع الذي أصبح حديث الساعة وسط الرأي العام المحلي، أوضح فيه أن التحاليل المخبرية التي أجراها على العينات التي تم أخذها من بعض الأضاحي مكنت من رصد جراثيم تعفنية تنتمي إلى عدد كبير من بكتيريا الجهاز الهضمي من نوع الكلوستريديا، وبسودوموناس، وكوليفورم، وسطافيلوكوك. وأشار المكتب، في بلاغه التوضيحي بخصوص اخضرار وتعفن أضاحي العيد، توصلت به بيان اليوم، إلى أن تغير لون لحوم الأضاحي راجع بالأساس إلى تكاثر بكتيريا كلوستريديوم وبسودوموناس المتواجدة في الجهاز الهضمي لجميع الأضاحي والتي قد تمر إلى السقيطة مباشرة بعد الذبح لتوقف الجهاز المناعي للحيوان وتستمر بالتكاثر كلما توفرت الظروف الملائمة لذلك خاصة مع ارتفاع درجة الحرارة وتبلل السقيطة بالماء والتأخر في التبريد. وذكر البلاغ بأنه لم يسبق خلال السنوات الفارطة تسجيل حالات اخضرار أو تعفن اللحوم ماعدا هذه السنة والسنة الماضية بنسبة أقل، مشيرا إلى أن تزامن العيد مع فصل الصيف حيث ترتفع درجة الحرارة والرطوبة بالإضافة إلى عدم احترام شروط النظافة الواجب توفرها عند تهييئ الأضحية وتخزين اللحوم تؤدي إلى التكاثر السريع لبكتيريا التعفن داخل وخارج الذبيحة. وأكد البلاغ أن تسمين أضاحي العيد يتم بنفس الطريقة التي تحضر بها الماشية الموجهة للمجازر وتستعمل نفس الأعلاف، موضحا أن الأخبار التي روجتها بعض الجهات لا أساس لها من الصحة ولا تستند لأسس علمية دقيقة، مضيفا أن ذلك يتطابق مع ما خلص إليه البرنامج الوطني السنوي لرصد متبقيات الأدوية والمنشطات في اللحوم الغنم والماعز والبقر الذي استنتج خلو عينات اللحوم التي خضعت للتحاليل المخبرية من متبقيات هذه المواد. وأضاف أن المكتب سيقوم بتعزيز المراقبة بضيعات التسمين للتأكد من مصدر وجود الأعلاف واتخاذ الإجراءات العقابية لكل مخالف للقوانين المعمول بها. وأكد المكتب في الأخير، أنه سيواصل تعزيز برامج التأطير الصحي لسلسلة الأغنام و الماعز عن طريق الشروع ابتداء من سنة 2018 في برنامج ترقيم الأغنام والماعز مما سيمكن من تتبع مسارها وتقوية عمليات المراقبة لحضائر تسمين المواشي للتأكد من احترام المعايير المعمول بها في مجال تغذية الحيوانات مع اتخاذ الإجراءات الجزرية ضد المخالفين وتقديمهم للقضاء طبقا للقوانين الجاري بها العمل بالإضافة إلى التركيز في النصائح المقدمة سنويا بمناسبة عيد الأضحى على ظروف تحضير الأضحية وحفظ لحومها أخذا بعين الاعتبار أن عيد الأضحى للخمس سنوات المقبلة سيصادف الفترة الصيفية التي تتميز بارتفاع درجات الحرارة.