أوضح المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، اليوم الأربعاء، أن التحاليل المخبرية التي أجراها على العينات التي تم أخذها من بعض الأضاحي مكنت من رصد جراثيم تعفنية تنتمي إلى عدد كبير من بكتيريا الجهاز الهضمي من نوع الكلوستريديا وبسودوموناس وكوليفورم وسطافيلوكوك. وأشار المكتب في بلاغ توضيحي بخصوص اخضرار وتعفن أضاحي العيد، إلى أن تغير لون لحوم الأضاحي راجع بالأساس إلى تكاثر بكتيريا كلوستريديوم وبسودوموناس المتواجدة في الجهاز الهضمي لجميع الأضاحي والتي قد تمر إلى السقيطة مباشرة بعد الذبح لتوقف الجهاز المناعي للحيوان وتستمر بالتكاثر كلما توفرت الظروف الملائمة لذلك خاصة مع ارتفاع درجة الحرارة وتبلل السقيطة بالماء والتأخر في التبريد. وذكر البلاغ بأنه لم يسبق خلال السنوات الفارطة تسجيل حالات اخضرار أو تعفن اللحوم ماعدا هذه السنة والسنة الماضية بنسبة أقل، مشيرا إلى أن تزامن العيد مع فصل الصيف حيث ترتفع درجة الحرارة والرطوبة بالإضافة إلى عدم احترام شروط النظافة الواجب توفرها عند تهييئ الأضحية وتخزين اللحوم تؤدي إلى التكاثر السريع لبكتيريا التعفن داخل وخارج الذبيحة. وأبرز المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية أن الاستهلاك الوطني للحوم الحمراء يهم سنويا أزيد من 3،5 مليون رأس من الأغنام والماعز زيادة على أضاحي العيد التي يتم تهيئتها بمختلف مجازر المملكة حيث لم يتم تسجيل أية حالة من الاخضرار أو التعفن، علما، يضيف المصدر ذاته، أن مصادر هذه المواشي هي نفسها في غالبيتها التي تزود السوق الوطني بالأضاحي. وأكد البلاغ أن تسمين أضاحي العيد يتم بنفس الطريقة التي تحضر بها الماشية الموجهة للمجازر وتستعمل نفس الأعلاف، موضحا أن الأخبار التي روجتها بعض الجهات لا أساس لها من الصحة ولا تستند لأسس علمية دقيقة، مضيفا أن ذلك يتطابق مع ما خلص إليه البرنامج الوطني السنوي لرصد متبقيات الأدوية والمنشطات في اللحوم الغنم والماعز والبقر الذي استنتج خلو عينات اللحوم التي خضعت للتحاليل المخبرية من متبقيات هذه المواد. وأضاف أن المكتب سيقوم بتعزيز المراقبة بضيعات التسمين للتأكد من مصدر وجود الأعلاف واتخاذ الإجراءات العقابية لكل مخالف للقوانين المعمول بها. كما أشار البلاغ إلى أن عمليات التأطير والمداومة التي قام بها مفتشو وتقنيو المكتب قبل وبعد العيد شملت استلام 1449 شكاية من طرف المواطنين منها 670 شكاية تهم تعفن واخضرار لحوم الأضاحي من أصل 5،5 مليون رأس تم ذبحها خلال عيد الأضحى لهذه السنة أي% 0،01 والقيام ب 6690 زيارة ميدانية منها 2649 لحضائر تربية المواشي الموجهة للأضحية، و3457 للأسواق ونقط بيع الأضاحي وإنجاز 2563 عملية تحسيسية، علاوة على مراقبة 4228 سقيطة و32.700 كلغ من الأحشاء، حيث تم إتلاف 10574 كلغ (8522 من اللحوم و2052 كلغ من الأحشاء) لكونها غير صالحة للاستهلاك. وأكد المكتب أنه سيواصل تعزيز برامج التأطير الصحي لسلسلة الأغنام و الماعز عن طريق الشروع ابتداء من سنة 2018 في برنامج ترقيم الأغنام والماعز مما سيمكن من تتبع مسارها وتقوية عمليات المراقبة لحضائر تسمين المواشي للتأكد من احترام المعايير المعمول بها في مجال تغذية الحيوانات مع اتخاذ الإجراءات الجزرية ضد المخالفين وتقديمهم للقضاء طبقا للقوانين الجاري بها العمل بالإضافة إلى التركيز في النصائح المقدمة سنويا بمناسبة عيد الأضحى على ظروف تحضير الأضحية وحفظ لحومها أخذا بعين الاعتبار أن عيد الأضحى للخمس سنوات المقبلة سيصادف الفترة الصيفية التي تتميز بارتفاع درجات الحرارة.