لازالت قضية فساد وتعفن لحوم الأضاحي بالمغرب تثير تساؤلات كثيرة؛ رغم طمأنة المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية إلا أن الجدل مستمر، حيث تم توجيه الاتهامات لمربي الماشية واستبعدت شروط التبريد. وكان عدد من المواطنين، من مختلف المدن المغربية، تداولوا صوراً لاخضرار لحوم الأضاحي، وربطها بعضهم بتناول الكباش أعلافاً غير صالحة، أو بسبب تلقيحها أو معالجتها بأدوية غير مرخصة. وأكد المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، التابع لوزارة الفلاحة والصيد البحري، أن الأمر له علاقة مباشرة بعدم احترام الشروط الصحية للذبح والسلخ والحفاظ على "السقيطة" في ظروف جيدة قبل تقطيعها وتخزينها عبر التبريد. حزب التقدم والاشتراكية كان أول الأحزاب التي تفاعلت مع الأمر، في وقت تعرف الساحة السياسية ركوداً حاليا، إذ وجه نائبه البرلماني جمال بنشقرون سؤالاً كتابياً لوزير الفلاحة عزيز أخنوش. وطالب "حزب الكتاب" ببسط الإجراءات التي قامت بها مصالح وزارة الفلاحة لتفعيل المراقبة القبلية لنوعية الأعلاف التي تقدم لرؤوس الأغنام خاصة والمواشي عامة، قصد ضمان جودتها وتأمين السلامة الصحية للمواطنين ومحاسبة الغشاشين والمتورطين في الأمر. وجاء في سؤال الحزب، المشارك في التحالف الحكومي القائم، أن عدداً من الأسر المغربية تابعت موضوع تعفن وتغير لون الأضاحي بشكل غير طبيعي إلى الأزرق والأخضر بعد 24 ساعة من ذبحها. وأشار الحزب إلى أن عددا من الأسر اتخذت احتياطات بوضع هذه اللحوم في الثلاجات والمجمدات، ورغم ذلك تعفنت واضطرت إلى التخلص منها كلياً لأنها أصبحت غير صالحة للاستهلاك. واعتبر برلماني حزب التقدم والاشتراكي أن أغلب اتجاهات الرأي العام تؤكد أن الأسباب الرئيسية لتعفن هذه اللحوم قد تكون استعمال مواد علفية مغشوشة تناولتها هذه الأضاحي. كما تحدث الحزب عن إمكانية ارتباط الأمر باستخدام أدوية ومواد كيماوية تستعمل خلال فترة تسمين الماشية من لدن المربين قبل بيعها للمستهلكين. وكان المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية أكد أن المصالح البيطرية التابعة له وفرت مداومة خلال العيد شارك فيها ما يفوق 300 طبيب وتقني بيطري. أحد مربي الدواجن بمدينة فاس قال في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية إن عدداً من مربي الماشية يلجؤون إلى فضلات الدواجن، مشيراً إلى أنها تساعد على تسمين الأضاحي، وقد تكون سبب تعفن "لحوم العيد". وبلغ العرض المتوفر من الأغنام والماعز بمناسبة عيد الأضحى، هذه السنة، حوالي 7.7 ملايين رأس، منها 4.6 ملايين رأس من ذكور الأغنام؛ فيما يبلغ الطلب حوالي 5.4 ملايين رأس، منها 4.2 ملايين رأس من ذكور الأغنام.