مباشرة بعد تداول صور لتعفن أضاحي العيد، تم توجيه أصابع الاتهام إلى نوعية الأعلاف التي تقدم للأضاحي، حيث تناقل عدد من المدونين معلومات تتحدث عن استعمال مواد غير معتادة كحبوب الحمل وعلف الدجاج. وكانت تدوينة عبد اللطيف سودو، نائب عمدة سلا والمستشار باسم فريق العدالة والتنمية، قد أثارت ضجة على صفحات الفيسبوك، حين أشار أن " اغلبية زراق و خضار لحم لعيد راجع لكون لكسابة يحقنون الاكباش بمادة Méga Max التي تستعمل لدى لاعبي رياضة كمال الأجسام ممزوجة بحبوب منع الحمل من نوع Minidril مع إضافة علف الدجاج و الملح، ما يجعل الكبش يأكل و يشرب بشراسة و يتحرك كثيرا، ما يوهم الزبون أن الكبش في أحسن حال ، لكن فور ذبحه تتحلل تلك المواد تدريجيا و تخرج على شكل بقع خضراء زرقاء ثم تصبح سوداء مع انتشار رائحة كريهة ". وعبر النائب في تدوينته أنه غير مقتنع ببلاغ المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية (أونسا)، الذي ربط تعفن الأضحية بعدم احترام الشروط الصحية لذبح و سلخ و تخزين الأضحية، إلا أن المكتب أوضح في بلاغه الصادر اليوم اليوم الأربعاء (06 شتنبر)، أن التحاليل المخبرية التي أجراها على العينات التي تم أخذها من بعض الأضاحي مكنت من رصد جراثيم تعفنية تنتمي إلى عدد كبير من بكتيريا الجهاز الهضمي من نوع الكلوستريديا وبسودوموناس وكوليفورم وسطافيلوكوك. وأضاف البلاغ أن تسمين أضاحي العيد يتم بنفس الطريقة التي تحضر بها الماشية الموجهة للمجازر وتستعمل نفس الأعلاف، موضحا أن الأخبار التي تم ترويجها لا أساس لها من الصحة ولا تستند لأسس علمية دقيقة، مضيفا أن ذلك يتطابق مع ما خلص إليه البرنامج الوطني السنوي لرصد متبقيات الأدوية والمنشطات في اللحوم الغنم والماعز والبقر الذي استنتج خلو عينات اللحوم التي خضعت للتحاليل المخبرية من متبقيات هذه المواد. وأضاف أن المكتب سيقوم بتعزيز المراقبة بضيعات التسمين للتأكد من مصدر وجود الأعلاف واتخاذ الإجراءات العقابية لكل مخالف للقوانين المعمول بها. وشدد البلاغ على ضرورة اتخاذ الحيطة والحذر خلال السنوات القادمة، لتجنب تكرار المشكل من خلال الأخذ بعين الاعتبار أن عيد الأضحى للخمس سنوات المقبلة سيصادف الفترة الصيفية التي تتميز بارتفاع درجات الحرارة.