قتل إسلاميون متشددون 14 جنديا جزائريا على الأقل في كمين في الجبال شرقي الجزائر العاصمة مطلع الأسبوع في أحد أعنف الهجمات على الجيش منذ سنوات. وقالت وكالة الأنباء الجزائرية ومصدر أمني اليوم الأحد إن الجنود كانوا في منطقة تيزي وزو على بعد 120 كيلومترا شرقي العاصمة عندما هاجمهم مقاتلون من تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي. وقع الهجوم ليل السبت وجاء بعد أيام من فوز الرئيس عبد العزيز بوتفليقة (77 عاما) بفترة رئاسة رابعة في أعقاب حملة انتخابية صورته على أنه العنصر الأساسي للحفاظ على الأمن في البلاد. ومنذ انتهاء الحرب في التسعينات ضد إسلاميين مسلحين أصبحت الهجمات نادرة في الجزائر إلا أن المسؤولين الجزائريين يشعرون بالقلق من أن تمتد إلى بلادهم آثار الاضطرابات في ليبيا حيث يسعى مقاتلون على صلة بتنظيم القاعدة للاحتماء في مناطق نائية بالصحراء الجنوبية. وقالت وزارة الدفاع الوطني في بيان نشرته وكالة الأنباء الجزائرية "أثناء عودتها (القوات) من مهمة تأمين الانتخابات الرئاسية...تعرضت إلى إطلاق نار." وقال أنيس رحماني وهو خبير أمني جزائري لرويترز إن الهجوم رد على هزائم متلاحقة مني بها تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي الذي فقد العديد من مقاتليه في الشهور القليلة الماضية. وأضاف أن التنظيم حاول أيضا عرقلة الانتخابات لكنه فشل. ويتخذ تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي من منطقة الساحل التي تشمل جنوبالجزائر مقرا له. وتشير بيانات حكومية الى أن الجيش قتل 37 متشددا منذ يناير بعضهم في الجبال الشرقية. وتقول مصادر أمنية إن بعضهم كان بحوزتهم أسلحة مصدرها ليبيا. ويعتقد أن عبد المالك دروكدال الذي أصبح زعيم التنظيم بعدما قاتل في أفغانستان يختبئ في الجبال الشرقية. وقتلت القوات الجزائرية اثنين من نواب دروكدال العام الماضي في منطقة البويرة المعقل السابق للمتشددين أثناء حرب التسعينات التي اندلعت بعدما ألغت الحكومة نتيجة انتخابات كان من المقرر فوز حزب إسلامي بها. وكان مقاتلون قد هاجموا منشأة إن أميناس للغاز في يناير من العام الماضي فقتلوا 40 موظفا أجنبيا في هجوم دفع شركتا بي.بي وشتات أويل النرويجية إلى سحب موظفيهما من الجزائر. وقاد الهجوم مختار بلمختار المتشدد الجزائري والمقاتل السابق في القاعدة. وأفادت أنباء بأن بلمختار قتل العام الماضي لكن لم يرد تأكيد لهذا وتقول تقارير حديثة إنه مازال على قيد الحياة.