نزاع الصحراء يدخل مرحلة جديدة بعد الإحاطة المفاجئة وغير المبرمجة، سلفا، التي قدمها المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في الصحراء، هورست كوهلر؛ وارتياح الرباط بخصوص العرض الذي قدمه كوهلر ونتائجه، واستنفار قيادة البوليساريو بعد إشادة المبعوث الأممي بالتطور والنمو اللذين عرفتهما الأقاليم الجنوبية في السنوات الأخيرة، مفندا بذلك الاتهامات الانفصالية للمغرب باستغلال موارد الصحراء. المبعوث الأممي أكد، بعد عرض تفاصيل نتائج الجولتين الأولى والثانية اللتين قام بهما في أكتوبر 2016 ويونيو 2017 إلى المنطقة، أنه يسعى إلى الجمع بين الأطراف المعنية بالنزاع قبل نهاية السنة الجارية. في هذا الصدد، أوضح السفير الممثل الدائم بالنيابة للمملكة المتحدة، جوناثان ألن، الذي تتولى بلاده رئاسة المجلس هذا الشهر، في تصريح مقتضب لممثلي وسائل الإعلام حول محتوى المناقشات بين المبعوث الشخصي للأمين العام، هورست كولر وأعضاء مجلس الأمن، أن «الرئيس هورست كوهلر لقي دعما كبيرا من قبل المجلس لمقاربته ولمقترحه محاولة معرفة ما إذا كان بإمكانه الجمع بين الأطراف قبل نهاية السنة. وأكدنا جميعا أهمية المشاورات مع جميع الأطراف المعنية». ورغم أن خلاصات إحاطة كوهلر كانت إيجابية بالنسبة إلى المغرب، فإن وتيرة تحركه قد تثير الكثير من التوجس لدى جميع الأطراف، بما في ذلك المغرب. الموساوي العجلاوي، الخبير المغربي في الشؤون الإفريقية والصحراوية، قال ل«أخبار اليوم»: «يبدو أن الألماني كوهلر -ونحن نعرف طابع الألمان- ذكي، لكنه يسير بسرعة أكبر من سرعة كل الأطراف»، لذلك، «يجب الاحتراز والاحتياط منه»، لأنه «شخص برغماتي»، ويتحرك في أكثر من واجهة، كما أنه لا يكل ولا يمل، كما هي عقلية الألمان.