أحدث الفيديو الذي ظهر فيه مكبلا في جحر تعاطفا كبيرا مع حالته، "اليوم 24" توصلت الى والدته التي حكت تفاصيل معاناة فيصل براد، الطفل ذو 13 السنة المكبل في جحر، معاناة سببها الجهل والفقر والتشتت الأسري. حكاية فيصل بدأت كما تروي والدته رشيدة عند بلوغه من العمر سنة، عندما دخل في غيبوبة مجهولة الأسباب أثناء لعبه ، جعلت والديه ينقلانه الى مدينة تازة لتلقي العلاج لدى طبيب خاص، لينقلاه بعد ذلك إلى مستشفى "باب الحديد" حيث قام بفحوصات وإشاعات كثيرة. فيصل لم يمكث في مدينة فاس كثيرا، فتم إرساله إلى مستشفى في مدينة الرباط. رشيدة قالت انها قامت بجراء الفحص المعروف ب"الشبكة" بفضل المحسنين، وهنا سمعت عن طريق الصدفة حوارا بين طبيبين احدهما يقول للآخر ان الطفل لا يعاني من أي مرض مستنكرا عليه اعطاءه حقنتين وصفهما ب"ديال بنادم كبير" على حد قول رشيدة. حوار جعل من رشيدة ترجح فرضية تسبب خطأ طبي في مرض ابنها المجهول التشخيص لحد الآن، حيث لاحظت دخول الصغير في نوبات عصبية منذ عودته من العاصمة، دون ان تمنح تشخيصا لمرضه سوى ما يكتب في الوثائق دون شرح. فيصل بالنسبة للأطباء الذين عاينو حالته في طفولته المبكرة "معاق ذهنيا" رغم تأكيد الأم أن الصغير كان طبيعيا بعد ولادته "كان كيلعب وبدا كيتمشى وكينطق با، ما، لكن غير رجعنا من الرباط ولى الدري واحد آخر." تحكي رشيدة بكثير من الحرقة. فصول الحكاية بدأت تتعقد بعد طلاق الأم من الأب الذي كان يزاول مهنا متنوعة. طلاق والدي فيصل وهو في عمر الثلاث سنوات ساهم في تأخر حالته لعجز الأم عن متابعة رحلة العلاج بسبب ضيق اليد كما تقول. رغم ذلك حاولت رشيدة التكفل لابنها المريض وأخويه الأكبر منه سنا عن طريق العمل كخادمة، لكن "الحمل ثقال" عندما بدأ فيصل يكبر وتكبر معه نوباته العصبية حيث بدأت معاناة البحث عن سكن، فكما تقول رشيدة لم يكن المستأجرون يتحملونه طويلا ويطلبون مني مغادرة المنزل بعد فترة وجيزة من كرائه، لتكرر نوباته في الليل والنهار. وقائع جعلت من رشيدة تضطر الى نقل فيصل وهو في عمر السابعة للعيش مع والده الذي تزوج امرأة أخرى لكونه يسكن في بيت في ملكيته، لتتزوج هي بدورها سنة بعد ذلك. زواج الأم جعلها تضطر الى عدم زيارة ابنها بانتظام بسبب تضييق طليقها عليها، ولا تستطيع الاعتناء به كما هو الحال مع أخويه الآخرين لكون سكنها مع زوجها الجديد مكترى، الشيء الذي جعل الأب يستسهل اهمال الطفل المريض، وتكبيله في حمام مهترئ في ركن قصي من بيته، دون ان يوليه العناية اللازمة، ومستغلا في نفس الوقت حالته للحصول على مساعدات مادية من الجيران، ليبقى فيصل الضحية الأولى وسط الجهل والفقر والنزاعات الأسرية.