خلفت شهادة ماريا مكريم، مديرة نشر موقع "فبراير.كوم"، أول أمس الخميس، بمحكمة الاستئناف في الدارالبيضاء، الصدمة لدى المشتكيات وهيأة دفاعهن، وكل من انجر وراء سيناريو الإطاحة بتوفيق بوعشرين، مؤسس جريدة "أخبار اليوم" وموقع "اليوم 24″، المتابع بتهم خطيرة منها الاستغلال والتحرش الجنسي والاتجار في البشر. ماريا مكريم، التي أدت قسم اليمين أمام هيأة المحكمة، وأدلت بإفادتها كشاهدة في الملف، قالت إن طبيعة علاقتها ببوعشرين علاقة مهنية راقية، وتوفيق بوعشرين زميل قديم منذ سنة 2001، ولم يسبق لها أن لاحظت منه ما يخدش هذه العلاقة المهنية..". وأضافت الصحافية مكريم، التي لبت استدعاء المحكمة فور عودتها من سفر خارج المغرب للإدلاء بشهادتها في الملف، أنها لا تعرف سبب وجودها في المحكمة قائلة: "لست ضحية، ولا شاهدة، ولا مطالبة بالحق المدني، ماذا أفعل هنا؟ وجودي هنا فيه نوع من التهديد، لا علاقتي لي بالملف وأؤكد أمام الجميع، كما قلتها أمام الشرطة القضائية لست أنا من تظهر في الفيديوهات، وعلاقتي ببوعشرين محترمة منذ عرفته قبل سنوات". وفي ردها على المحكمة لحظة إعلانها عرض أربعة مقاطع من شريط فيديو أمامها، قالت الصحافية مكريم: "لا أرى فائدة من عرض شريط فيديو لا يخصني، وإذا ارتأت المحكمة أن تعرض شريط لا يخصني ولا علاقة لي به، فإنه ليس عندي أي مانع، أنا هنا أمام مؤسسة قضائية أحترمها وسألتزم بقانونها". شهادة ماريا مكريم لم ترق بعض أعضاء دفاع المشتكيات، الذين انتفضوا داخل القاعة، حسب مصادر "أخبار اليوم" وحاولوا الدفع بالشاهدة إلى الاعتراف بما يخدم جهتهم في القضية، الأمر الذي تصدت له مكريم وتمسكت بأقوالها الثابتة إلى حين انتهاء مرحلة الاستماع إليها. أجوبة ماريا مكريم، جاءت متطابقة تماما مع تصريحات توفيق بوعشرين أمام الشرطة القضائية وأمام هيأة الحكم أيضا، منذ انطلاق الجلسات، إذ أكدأن ليس نفس الشخص الذي يظهر في الفيديوهات المعروضة، كما أن علاقته بمكريم هي علاقة مهنية منذ سنين، ولا مجال للتحرش الجنسي. وكشفت مصادر الجريدة أن هيأة دفاع المشتكيات تقمصوا دور رجال الأمن، في جلسة، أول أمس الخميس، من أجل الإيقاع بمكريم وتحوير شهادتها، لكن الأخيرة كانت متيقنة من كلامها، ودقت بذلك ناقوس الخطر الذي أصبح يلف القضية منذ أداء بعض المصرحات والشهود لإفادتهم أمام المحكمة. من جهة أخرى، عاد عدد من أعضاء هيأة دفاع بوعشرين، الذين سبق لهم أن سحبوا إنابتهم من الملف، إلى هيأة الدفاع، وذلك بعد تمسك بوعشرين بهم. وأوضح عبد المولى الماروري، عضو هيأة دفاع بوعشرين في تصريح ل"أخبار اليوم" أن عودة هيأة الدفاع إلى مؤازرة توفيق بوعشرين، مالك المؤسسة الإعلامية لصحيفة، كان بطلب من الأخير، ولظهور مستجدات في القضية. وكشف الماروري، في تصريح ل"أخبار اليوم"، أن ما يُشاع عن أن دفاع بوعشرين انسحب هربا من الملف لا أساس له من الصحة، مؤكدا أن الانسحاب كان بسبب ما تعرض له من تهديد، بالإضافة إلى ارتفاع وتيرة الجلسات، التي كانت مرهقة، وبشكل يومي تقريبا، مشددا على أن الملف أصبح فارغا، وتوفيق بوعشرين مكانه قرب أبنائه في المنزل، وليس داخل السجن، وهو ما تعمل هيأة الدفاع على بلورته. وأفاد الماروري، في تصريحه أن النيابة العامة نسبت إليه كعضو هيأة دفاع بوعشرين أنه طلب خبرة على الفيديوهات، مؤكدا أنه لم يسبق له أن طالب بذلك، مضيفا أنه متشبث بالدفع بالزور، وهي مسطرة تواجهية، بالإضافة إلى أن المحكمة التجأت إلى رفض كل طلبات هيأة دفاع بوعشرين منذ بداية المحاكمة، بالإضافة إلى الطريقة التي تعامل بها الأمن في الأسبوع الأخير من شهر رمضان مع بعض المصرحات وإحضارهن بالقوة إلى المحكمة.