في خطوة تصعيدية استثنائية، عقدت الجبهة الانفصالية "البوليساريو" المجلس الوطني الصحراوي الذي تعتبره "برلمانها، أمس الأحد، داخل المنطقة العازلة من الصحراء المغربية، في تحدي صارخ لتحذيرات الأممالمتحدة الداعية للحفاظ على الوضع القانوني والتاريخي لهذه المنطقة التي تتمتع بتصرف حصري للأمم المتحدة. وأوردت الآلة الإعلامية للكيان الانفصالي، أن جلسة "البرلمان" أمس في بلدة تيفاريتي، خصصت للمصادقة على قانون الجمارك، وافتتحت من طرف الزعيم الانفصالي خطري آدوه، بحضور الوفود الأجنبية التي حلت بالمنطقة أمس، للمشاركة في احتفالات الجبهة الانفصالية في المنطقة. في ذات السياق، التقى زعيم البوليساريو، ابراهيم غالي، وفود الجزائر وموريتانيا وسفراء زيمبابوي، جنوب إفريقيا، كوبا، ناميبيا، فيتنام والإكوادور، إلى جانب الوزير المستشار بسفارة إثيوبيا، القائم بأعمال سفارة نيجيريا، الكاتب الأول لسفارة أوغندا، والذين شاركوا في الاستعراضات العسكرية في تيفاريتي. ووسط هذا التصعيد الخطير، قالت مصادر من وزارة الخارجية المغربية ل"اليوم 24″ إن المغرب كان يتوقع هذه الخطوة الاستفزازية الأخيرة للجبهة الانفصالية، واستبقها ليلة السبت الماضي ببلاغ إدانة، واتهام للجزائر بمباركة هذه التحرشات الأخيرة، مطالبا المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لوقف الخرق السافر لوقف إطلاق النار. واتسم خطاب وزارة الخارجية الأخيرة بلهجة حادة، معتبرا أن الخطوة الانفصالية الأخيرة، ما هي إلا محاولة من "البوليساريو" والجزائر للهروب إلى الأمام، بعد أن وضعهما القرار الأخير لمجلس الأمن الدولي حول الصحراء المغربية، في مأزق، وأصبحا في وضع حرج بشكل فاضح، بعد تأكيد الروابط مع "حزب الله" اللبناني وإيران. ووسط هذه التطورات الأخيرة التي تأتي أياما قليلة فقط بعد القرار الأممي الأخير حول الصحراء، لوح المغرب بخيار الحرب في المنطقة، حيث قال بلاغ الخارجية إن المغرب يجدد "حرصه القاطع على الدفاع عن وحدته الترابية ووحدته الوطنية، على كافة تراب الصحراء المغربية ويطلب من الأممالمتحدة وتحديدا من بعثة المينورسو القيام بواجبها إزاء الخروقات المتكررة لوقف إطلاق النار". يشار إلى أن أنطونيو غوتيريس الأمين العام للأمم المتحدة، وجه رسالة ليلة أول أمس السبت، يطالب فيها بضرورة "لحفاظ على مناخ ملائم لاستئناف الحوار تحت رعاية مبعوثه الشخصي، هورست كوهلر، ويدعو إلى التحلي بأكبر قدر من ضبط النفس"، مطلقا تحذيراته من أي شيء "من شأنه تغيير الوضع الراهن" في المنطقة.