تسببت المنافسة الشرسة بين أميرين خليجيين، في مضاعفة خيالية لثمن لوحة ليوناردي دافنشي بأحد مزادات نيويورك، والتي وصل سعرها بالنهاية إلى 450 مليون دولار، لا لشيء سوى اعتقادهما بأنهما ينافسان قطر على شرائها، وفق ما أوردته "دايلي مايل" البريطانية. واعتمادا على وثائق تسربت الشهر الماضي، تقول الصحيفة إن الأميرين الإماراتي محمد بن زايد، والسعودي محمد بن سلمان، تنافسا فيما بينهما على شراء اللوحة دون أن يعلما بذلك، حيث ظن كل واحد منهما أن قطر هي من تنافسه في الحصول على اللوحة المذكورة. وكشفت الوثائق المذكورة، أن المشتري النهائي للوحة كان هو الأمير السعودي بدر بن عبد الله، الذي حضر المزاد ممثلًا عن صديقه المقرب، ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وأن منافسه كان ممثلًا عن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد إمارة أبوظبي، الذي كان يحاول ضم اللوحة لمجموعة متحف "اللوفر أبوظبي". ولم يعلم أي من الأميرين العربيين هوية منافسه، إلا أنهما كانا يخشيان خسارة المزاد أمام أحد أفراد العائلة الحاكمة القطرية، المعروفة باهتمامها بالفن الراقي، وقال مصدر مقرب من ولي العهد الإماراتي: "بدأ المزاد وأخذ السعر بالارتفاع، وكان كل من الطرفين يعتقد أن الآخر قطري، لذا لم يرغب أي منهما بالخسارة، وأعطيا التعليمات لممثليهما بالسماح لهما بالوصول إلى أعلى سعر ممكن، مقابل الحصول على اللوحة". شاهد مزاد لوحة دافينشي الأغلى في التاريخ اللوحة عرضت على القطريين ب80 مليون ولم يقبلوها!! ووفقاً ل"ديلي ميل"، فقد استسلم الإماراتيون عندما بلغ سعر اللوحة 450 مليون دولار تقريبًا، وكشف مصدر في القصر الإماراتي أن الأمير محمد بن زايد، قال لولي العهد السعودي: "لماذا لم تخبرني بأنك من ينافسني!"، وأضاف المصدر: "عرضت اللوحة على القطريين قبل عام فقط، ورفضوا شراءها مقابل 80 مليون دولار، وهذا في الحقيقة أكثر مما تستحقه، وها هم السعوديون اليوم يدفعون أضعاف هذا المبلغ". وكاد الملياردير الروسي ديمتري ريبولوفليف، أن يخسر مبلغًا كبيرًا لو أنه باع اللوحة للقطريين، بعد أن اشتراها عام 2013 من تاجر الفن السويسري إيف بوفييه، مقابل مبلغ 127.5 مليونا، وها هو اليوم يربح من السعوديين مبلغًا ضخمًا يقارب 322.8 مليون دولار، أي أكثر من ضعف ثمن اللوحة. وانتقد العديد من معارضي النظام السعودي شراء الأمير بن سلمان للوحة مقابل 450 مليون دولار، وخاصة بعد تطبيق الحكومة السعودية لإجراءات التقشف في المملكة، وإطلاق ولي العهد نفسه لحملة مكافحة الفساد التي اعتقل فيها عدد كبير من أفراد العائلة الحاكمة. مبادلة اللوحة باليخت وذكرت مصادر مقربة من ولي العهد السعودي أن الضغط الذي تعرض له بعد شراء اللوحة المشؤومة، دفعه لإبرام اتفاق مع نظيره الإماراتي، يقضي بتبديلها بيخت فاخر، يدعى "توباز"، والذي كان معروضًا للبيع بمبلغ يقارب قيمة ما دفعه بن سلمان ثمن اللوحة، وهكذا حصل هو على اليخت، وحصلت وزارة الثقافة الإماراتية على اللوحة، لوضعها في المتحف. وأعلنت الحكومة الإماراتية بعد أسبوع من المزاد، عن إضافة عمل فني جديد لمجموعتها في متحف "اللوفر أبوظبي"، وهو ما أثار دهشة محبي الفن في العالم، في حين جعلت الصفقة السرية الأمير السعودي مالكًا ل3 يخوت عملاقة وفخمة، حيث كان يملك يختًا يسمى "The Serene"، اشتراه عام 2014 بمبلغ 550 مليون دولار، من الملياردير الروسي يوري شيفلر، أثناء قضائه عطلة في جنوبفرنسا. * عن ترجمة "العربي الجديد" بتصرف