بعد مرور أكثر من نصف الولاية الانتدابية، هاجم حزب العدالة والتنمية، تحالف التسيير الذي يتزعمه كل من حزبي الأصالة والمعاصرة والتجمع الوطني للأحرار بمجلس جهة البيضاء-سطات، وهو التحالف المدعوم من طرف حزب الاتحاد الاشتراكي. وانتقد حزب رئيس الحكومة حالة الجمود الذي تعاني منه الجهة التي يترأسها مصطفى الباكوري منذ ثلاث سنوات، والارتباك الشديد في تدبير شؤون المجلس، لاسيما على مستوى التحضير للدورات العادية، حيث أكد البيجدي الذي يوجد في المعارضة، على غياب المعطيات وأعضاء المكتب المسير الذين لا يقدمون وجهة نظر الجهة خلال اجتماعات اللجان، التي تنعقد لمدارسة النقاط المدرجة في جداول أعمال الدورات السابقة للجهة. وفي هذا السياق، قاطع حزب العدالة والتنمية الاجتماع المشترك بين اللجان بجهة البيضاء- سطات، صباح أمس الاثنين، لأنه يكرس حالة الارتباك التي يمر منها مجلس الباكوري ويزكيها، وهو ما يتعارض مع إرساء أسس الجهوية المتقدمة. ودعا البيجدي كافة مكونات الأغلبية إلى تحمل المسؤولية التامة لتجنب تبديد الزمن السياسي، الذي تسببت فيه جراء حالة الشلل التي يكرسها تحالف التسيير بقيادة البام والأحرار، كما طالب هذا التحالف بالتحلي بالجدية للنهوض بمستقبل الجهة، وتدارك التأخر التنموي الذي تسبب فيه التحالف المذكور. وحسب بلاغ أصدره فريق البيجدي، فإن الهجوم على تحالف التسيير بقيادة البام والأحرار بجهة البيضاء – سطات، هو بسبب الاختلالات التي عرفتها مرحلة الإعداد لدورة مارس 2018 بشكل متأخر، ودون احترام للآجال القانونية، وفي مقدمتها الدعوة إلى اجتماع مشترك للجنة الشؤون المالية والبرمجة والتنمية الاقتصادية واللجنة الثقافية يوم الخميس 8 مارس 2018، دون إرسال لدعوات مكتوبة ودون تحديد لجدول الأعمال ودون تمكين منتخبي الجهة من المعطيات الضرورية، وهو الاجتماع الذي تم تأجيله هو الآخر لغياب المعطيات، وممثل عن المكتب المسير الذي عليه أن يتقدم بكل التوضيحات. وتعليقا على هذا الهجوم على التحالف الذي يقوده الباكوري، أكد محسن موفيدي، رئيس فريق مستشاري العدالة والتنمية بجهة البيضاء – سطات، في اتصال هاتفي مع " اليوم24″، أن موقف حزبه الجديد ليس وليد اليوم، بل هو مرتبط بتتبع شامل لمسار الجهة منذ بداية الولاية الانتدابية في سنة 2015. وشدد عضو الأمانة العامة للبيجدي، أنه على الرغم من وجود حزبه في المعارضة، فإنه اختار أن يمارسها بمسؤولية وجدية، رغبة منه في إنجاح الجهوية المتقدمة، وليس دعما لمكون سياسي بعينه، في إشارة منه إلى تحالف التسيير الذي يشارك فيه الأحرار والاتحاد الاشتراكي الحليفان في حكومة البيجدي إلى جانب البام. وقال موفيدي إن اختلالات التسيير في جهة البيضاء- سطات، وصلت درجة الفضيحة أثناء الإعداد لدورة مارس الذي لم ينطلق إلا قبيل أيام قليلة، وغاب عنه أعضاء المكتب المسير. موفيدي أكد في حديثه للجريدة، أن ميزانية 2018 ناقشها البيجيدي لوحده في غياب تام لأي من فرق الأغلبية، و"هذا نبهنا إليه لأن عدم حضور تحالف التسيير، يعكس عدم انخراطه بجدية في تدبير شؤون الجهة، وهذا يدفعنا إلى التخوف من المستقبل في ظل حالة الجمود التي تعرفها الجهة". وعبر رئيس منتخبي البيجيدي في تصريحه، عن تخوف حزبه من حالة الارتباك التي تجسد ما وصفه ب"العبث بمصالح ساكنة أهم جهة بالمملكة. وردا على هجوم البيجدي على مجلس جهة البيضاء، أوضح عبد الحميد الجماهيري، نائب رئيس الجهة، في اتصال مع " اليوم24″، أن المعارضة تقوم بدورها، ولم يثبت طيلة هذه المدة أن اتخذ المكتب المسير قرارات ولم تكن فيها المعارضة شريكا فيها، وكل الاختيارات الاستراتيجية كان يتم فيها التصويت بالإجماع. وكشف نائب رئيس الجهة، أن البيجيدي شارك منذ أسبوع مشاركة قوية في اجتماعات الجهة، ووافق على كل مقترحات الجهة، والنقط التي لم يوافقوا عليها رفعناها، وشدد المتحدث على أن المعارضة التي يتزعمها البيجدي تقوم بدورها وتصوت بالإجماع حينما يقتضي منها الأمر ذلك، وحينما يقتضي الأمر منها التميز بالمعارضة، فإن الحزب يتميز بهذا الموقف.