المهاجرون الأفارقة في شمال المملكة الراغبون في الوصول إلى الفردوس الأوروبي، عبر اقتحام السياجات الحدودية الفاصلة بين الداخل المغربي ومدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، يعلنون بأن 2018 ستكون سنة الهجرة السرية بامتياز انطلاقا من المملكة، لكن هذه المرة ليس بالاعتماد على القوة والعنف فقط، بل حتى على الذكاء. ففي الوقت الذي كثفت فيه السلطات الأمنية المغربية والإسبانية حضورها في الشريط الحدودي خلال احتفالات أعياد الميلاد، خوفا من وقوع اقتحامات، أجل المهاجرون مخططهم إلى يوم أول أمس السبت، حيث خفّ الحضور الأمني، ليقوم 300 مهاجر من اقتحام السياج الحدودي لمليلية، 210 مهاجر فقط منهم دخلوا الثغر المحتل. مصادر من محيط مدينة مليلية، كشفت ل"أخبار اليوم" أن 210 مهاجر سري تقريبا، دخلوا مدينة مليلية المحتلة حوالي الساعة الواحد والنصف من زوال يوم أول أمس السبت، مبرزة أن الاقتحام الذي فاجأ الأمن شارك فيه نحو 300 مهاجر. وأضافت أن "العملية هي الأولى المسجلة منذ 6 أشهر، ما يوحي بارتفاع الاقتحامات في الأيام المقبلة"، تقول المصادر، مشيرة، كذلك، إلى إصابة بعض عناصر الأمن الإسبان و10 مهاجرين. وأردفت، أيضا، أن هذه العملية تأتي بعد تحذيرات إسبانية مؤخرا من وجود 1000 مهاجر سري في غابات الناظور وضواحيها يستعدون لاقتحام السياجات الحدودية. على صعيد متصل، دعا عبد المالك البركاني، مندوب الحكومة الإسبانية في مليلية، إلى التدخل لإيجاد حل لمشكل الهجرة، خوفا من تفاقمها سنة 2018 بعد لجوء المهاجرين إلى العنف، في هذا قال: "هذا النوع من المهاجرين غير النظاميين الذين يعتمدون على القوة والعنف لدخول المدينة بطريقة غير قانوينة، غير مقبول، ويؤكد الحاجة إلى وضع سياسة مشتركة للهجرة السرية من قبل الاتحاد الأوروبي". فيما يرى محمد بنعيسى، رئيس مرصد الشمال لحقوق الإنسان، أن "العملية تعتبر أول استثناء منذ سنوات، حيث تعودنا على اقتحام السياجات عند كل سنة ميلادية، لكن هذا العام استثناء، حيث يأتي بعد تخفيف الإجراءات الأمنية التي رفعتها السلطات الأمنية المغربية والاسبانية". وأضاف أن المهاجرين أصبحوا يعتمدون على الذكاء والقوة، في هذا يشرح قائلا: "أصبح المهاجرون يختارون أوقات الاقتحام بدقة عالية. وأن هناك خبرة كبيرة لديهم في هذا المجال. وهو ما ينذر أن تكون سنة 2018 سنة الهجرة غير نظامية بين شمال المغرب وأوروبا في ظل استمرار الأوضاع على ما هي عليه في القارة العجوز، من غياب للتنمية وحروب أهلية واستمرار الحرب الطاحنة في ليبيا. كما أنه من المتوقع أن تزداد محاولات المغاربة في الهجرة إلى الفردوس الأوروبي". من جهة أخرى، حذر تقرير جديد للمنظمة الدولية للهجرة، من ارتفاع ضغط الهجرة في الطريق الغربية للمتوسط انطلاقا من المغرب والجزائر صوب إسبانيا، مبرزا أنه في الوقت الذي انخفضت فيه نسبة الواصلين إلى اليونان، انطلاقا من مصر وتركيا ب83 في المائة مقارنة مع 2016، وإلى إيطاليا، انطلاقا من ليبيا، بنسبة 34 في المائة؛ تضاعف عدد الواصلين انطلاقا من المغرب وإسبانيا ثلاث مرات تقريبا. جويل ميلمان، المتحدث باسم منظمة الهجرة الدولية، فسر ذلك قائلا: "هناك طلب كبير من قبل مهاجري بعض الدول الإفريقية على المغرب من أجل العبور إلى إسبانيا".