قدمت وكالة الأنباء الإسبانية "إيفي" أرقاما جديدة توضح من خلالها أن السياج الحدودي الفاصل بين مدينة مليلية المحتلة وباقي التراب الوطني عاش خلال الثلاثة أشهر الأخيرة حالة من الهدوء لم يسبق أن سجل منذ بداية تدفق، سنة 2012، أعداد كبيرة من مهاجري إفريقيا جنوب الصحراء على المناطق الشمالية المغربية، بغية العبور إلى إسبانيا، بحثا عن معانقة الفردوس الأوربي، حيث إنه ما بين فاتح يناير وفاتح مايو من هذه السنة، تم تسجيل دخول 105 مهاجر غير شرعي فقط إلى مدينة مليلية المحتلة، مقابل 1260 مهاجرا في نفس الفترة سنة 2014، في حين لم تسجل الشهور الثالثة الأخيرة، إلى غاية فاتح غشت الجاري، أي دخول. وحسب الأرقام التي قدمتها ذات الوكالة، فإن آخر عملية اقتحام للسياج الحدودي لمدينة مليلية المحتلة سجلت في فاتح مايو الماضي، عندما حاول 400 مهاجر من دول جنوب الصحراء دخول المدينة بطريقة غير شرعية، وهي العملية التي لم يتمكن من خلالها أي واحد منهم من الولوج إلى داخل المدينة. نفس المصدر أكد أنه تم تسجيل بعد ذلك بعض التحركات في الجانب المغربي للقيام باقتحامات جديدة، إلا أن يقظة الأمن المغربي حلت دون ذلك. ففي سنة 2015 تم تسجيل 12 محاولة اقتحام جماعي للسياج الحدودي لمدينة مليلية المحتلة، شارك فيها حوالي 3700 مهاجر غير شرعي من دول جنوب الصحراء، فقط 105 منهم تمكنوا من تجاوز السياج الحدودي والدخول إلى مليلية، في حين أنه في سنة 2014، كانت تعتبر سنة الاقتحامات بامتياز، حيث تم تسجيل أكثر من 70 حالة اقتحام جماعي للسياج الحدودي الفاصل بين مدينة مليلية المحتلة ومدينة الناظور، بمعدل 22000 محاولة فردية، تمكن على إثرها 2100 مهاجر غير شرعي من دخول المدينة. وأرجعت نفس المصادر سبب انخفاض عدد الاقتحامات الجماعية للمهاجرين الذين يلجون مدينة مليلية المحتلة إلى تعاون السلطات المغربية في الحد من مشكل الهجرة الذي يقلق الإسبان، بالإضافة إلى تخصيص الجانب الإسباني الموارد البشرية والمادية الضرورية، علاوة على الإصلاحات التشريعية الأخيرة التي قامت بها إسبانيا لمواجهة تدفق المهاجرين الأفارقة عليها.