في مشهد مثير ومؤثر، يعيد إلى الأذهان الأيام الأولى لحراك الريف، أدى ناشطون في جرادة من أمام مستودع الأموات، حيث ترقد جثتي ضحيتي الفحم الحجري، القسم بأن لا يساوموا وأن يستمروا على العهد حتى تحقيق المطالب، حتى لا يخونوا دماء الشهداء، وتضحياتهم. وييستمر "حراك جرادة" بعد يومين من وفاة شخصين لقيا مصرعهما، الجمعة الماضي، بعدما غمر الماء بئرا عشوائيا يستخرج منه الفحم الحجري. ولازال المواطنون والأسر يرفضون دفن "شهيدي الفحم الحجري"، فيما تسود حالة غليان بالمنطقة. ويعتصم المئات من المواطنين أمام مستودع الأموات، بينما يتناول الكلمة وسط الجموع عدد من الشباب والشيوخ والنساء أيضا، ليعبروا عن موقفهم من مسار الحراك الجديد. وكان شباب من جرادة، قضوا ليلة كاملة داخل مقبرة المدينة، لمنع أي محاولة لدفن "شهيدي الفحم"، اللذين لقيا مصرعيهما الجمعة الماضي، بعدما غمر الماء بئرا عشوائيا يستخرج منه الفحم الحجري. وكان شهود عيان قالوا ل"اليوم 24′′، إنه أمام إصرار السلطة المحلية على دفن الضحيتين ليلا، وبعدما أقدمت على حفر قبر لكل واحد منهما، اعتصم المواطنون أمام بوابة مستودع الأموات، كما تجمعوا في المقبرة، رافضين أي محاولة للدفن ليلا، ما أجبر السلطة المحلية على التراجع عن قرارها.