رفض المواطنون وأسر "شهيدي الفحم الحجري" بجرادة دفن الضحيتين، فيما تسود حالة غليان بالمنطقة. ويتجمع حاليا العشرات من المواطنين أمام مستودع الأموات بالمدينة، رافضين إخراج الجثتين من مستودع الأموات، إلى حين تحقيق مطالب الساكنة. وقال مصدر من عين المكان، إن شقيق أحد الضحايا، وهو مقيم بإسبانيا، عاد اليوم إلى أرض الوطن، ورفض أي حوار مع السلطة المحلية، كما رفض تسلم جثة شقيقه إلى حين تحقيق مطالب الساكنة، وضمان العيش الكريم لأسر ضحايا الفحم الحجري بالمدينة. وقال المصدر، إن السلطات المحلية اعتادت على منح بطائق الإنعاش الوطني لأرامل ضحايا بئر الفحم الحجري، وهو ما تعتبره الساكنة لا يلبي حاجيات الأسر المكلومة التي فقدت من كان يعيلها. وكان شباب من جرادة، قضوا ليلة كاملة داخل مقبرة المدينة، لمنع أي محاولة لدفن "شهيدي الفحم"، اللذين لقيا مصرعيهما الجمعة الماضي، بعدما غمر الماء بئرا عشوائيا يستخرج منه الفحم الحجري. ونشر شاب من الذين قضوا ليلتهم في المقبرة فيديو مسجل، صباح اليوم الأحد، يظهر عددا من الشباب داخل المقبرة، لجؤوا إلى حطب التدفئة للتخفيف من حدة البرد القارس ليلا. وقال أحدهم، "كانوا يريدون دفنهم، في الثانية من صباح اليوم، هل رأيتم أحدا يدفن ليلا كأنه لص؟". وكان شهود عيان قالوا ل"اليوم 24′′، إنه أمام إصرار السلطة المحلية على دفن الضحيتين ليلا، وبعدما أقدمت على حفر قبر لكل واحد منهما، اعتصم المواطنون أمام بوابة مستودع الأموات، كما تجمعوا في المقبرة، رافضين أي محاولة للدفن ليلا، ما أجبر السلطة المحلية على التراجع عن قرارها.