قضى شباب من جرادة ليلة كاملة داخل مقبرة المدينة، لمنع أي محاولة لدفن "شهيدي الفحم"، اللذين لقيا مصرعيهما الجمعة الماضي، بعدما غمر الماء بئرا عشوائيا يستخرج منه الفحم الحجري. ونشر شاب من الذين قضوا ليلتهم في المقبرة فيديو مسجل، صباح اليوم الأحد، يظهر عددا من الشباب داخل المقبرة، لجؤوا إلى حطب التدفئة للتخفيف من حدة البرد القارس ليلا. وقال أحدهم، "كانوا يريدون دفنهم، في الثانية من صباح اليوم، هل رأيتم أحدا يدفن ليلا كأنه لص؟". وناشد الشباب سكان الإقليم من أجل الحضور أمام مستودع الأموات، وقال أحدهم إن هناك تعزيزات أمنية غير مسبوقة تصل إلى الإقليم، وتحدث عن 40 حافلة حلت في المدينة تحمل قوات التدخل السريع. وكان شهود عيان قالوا ل"اليوم 24″، إنه أمام إصرار السلطة المحلية على دفن الضحيتين ليلا، وبعدما أقدمت على حفر قبر لكل واحد منهما، اعتصم المواطنون أمام بوابة مستودع الأموات، كما تجمعوا في المقبرة، رافضين أي محاولة للدفن ليلا، ما أجبر السلطة المحلية على التراجع عن قرارها. وقال أحد الشباب من وسط المقبرة، إن الشاب الذي كتب، أمس السبت، عن محاولة السلطات المحلية دفن الضحيتين ليلا، اعترض سبيله أشخاص ملثمون، وانهالوا عليه بالضرب. وجاءت فاجعة "شهيدي الفحم" لتؤجج حالة الغليان، التي سادت المدينة، منذ الخميس الماضي، بعد توقيف ثلاثة من المحتجين على غلاء فواتير الكهرباء، عقب احتجاجات جابت المنطقة.