خاضت قناة الجزيرة القطرية منذ سنة 2011، حربا إعلامية شرسة ساهمت في توجيه مسار الاحتجاجات ضد الأنظمة العربية، فكان أثرها واضحا في ثورات الربيع العربي بكل من تونس ومصر وليبيا ... توجه القناة القطرية الذائعة الصيت في العالم انصب هذه الأيام للتركيز على الأزمة السياسية في الجزائر والتي أحدثها الرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة بإعلانه الترشح لولاية رابعة على رأس الجمهورية، وخصصت القناة حيزا مهما ضمن فقراتها الإخبارية للاحتجاجات التي تعرفها الجزائر منذ حوالي أسبوع. الخط الإعلامي للقناة حسب القائمين عليها يرون أن توجه النظام الجزائري يسير عكس موجات الربيع العربي التي أنتجت نخبا جديدة عوضا عن الأنظمة الساقطة، وعبد العزيز بوتفليقة ونظامه ينتمي إلى حقبة الرؤساء السابقين حسب القناة، وهو ما يستوجب تخليه عن السلطة أو إسقاطه من طرف الجماهير. وتركز القناة في تغطيتها للحدث على وجهة نظر المعارضين لترشيح بوتفليقة، والعنف الذي واجهت بها عناصر الأمن المحتجين الذين خرجوا للشارع من أجل التعبير عن رفضهم لهذا الترشيح، وهو ما اعتبره مجموعة من المراقبين حملة تقودها القناة ضد بوتفليقة بعد طردها من الجزائر قبل حوالي عشر سنوات. فهل ستنجح القناة في حشد الجماهير الجزائرية الغاضبة على بوتفليقة للخروج للاحتجاج ضد ترشحه الرابع أم أن الآلة الإعلامية والعسكرية الجزائرية ستقف صدا منيعا ضد "استيراد" موجة الربيع العربي لهذا البلد، وتبقي الأمور على ما هي عليه إلى إشعار آخر.