يبدو أن الترامواي بالعاصمة الاقتصادية الدارالبيضاء أصبح وسيلة النقل المفضلة بالنسبة لكثير من البيضاويين، فقد تجاوز عدد الذين استعملوه خلال السنة الجارية 21 مليون شخص، فيما بلغت مداخيله 123 مليون درهم. وقالت مسؤولة التواصل بالمجموعة المكلفة باستغلال وصيانة ترامواي البيضاء، ياسمين مكي، أن عدد المسافرين الذين تنقلوا باستعمال ترامواي الدارالبيضاء خلال السنة الأولى من شروعه في العمل وحتى الثامن من دجنبر الجاري هو 21 مليون و812 ألف مسافر، وأنه حقق مداخيل إجمالية قدرها 123 مليون درهم. وأضافت المتحدثة، حسب ما أوردته لاماب، أن الوصول إلى هدف 100 ألف مسافر في اليوم، الذي تم تحديده لنهاية السنة الجارية، "قد تحقق في أول هذا الشهر مما يعزز تطلعات الوصول إلى 250 ألف مسافر في نهاية 2015". ياسمين مكي اعتبرت "كل مؤشرات استغلال الخط الأول لترامواي الدارالبيضاء إيجابية، وتجعل هذه الوسيلة تتقدم بقوة منذ دخولها الخدمة"، مبرزة أن وتيرة عبور القاطرات (37 قاطرة متنقلة على الخط) أصبحت من 5 دقائق إلى 15 دقيقة على المقطع المشترك (سيدي مومن - أنوال)، و10 دقائق بالسكك الفرعية، وذلك بسرعة معدلها 18,1 كلم في الساعة (سيدي مومن -عين الذئاب)، و18,8 كلم في الساعة (سيدي مومن – الكليات)". وأشارت مكي إلى أن عدد المسافرين المستعملين لهذه الوسيلة تجاوز مليوني مسافر من ماي إلى يوليوز الماضيين ثم في شتنبر، ليصل إلى ذروته بمليونين و 249 مليون مسافر الشهر الماضي. وعن الاشتراكات الأسبوعية والشهرية والطلابية، فأوضحت مسؤولة التواصل بشركة ترامواي البيضاء أنها فتمثل 15 في المائة من الرحلات، أي ما يمثل 15 ألف و861 اشتراكا نشطا، منوهة إلى أنه "يتم وضع مخطط لتشجيع الاشتراكات لدى المقاولات والطلبة والعموم". وعن المشاكل التي تعترض ترامواي البيضاء، أكد ياسمين مكي أن "سلوك بعض مستعملي الطريق، وخاصة الراجلين وسائقي السيارات، يطرح مشاكل حقيقية بالنسبة لتحرك تراميواي بشكل سلس"، وقالت إنه "تم تسجيل ما لا يقل عن 180 حادثة منذ شروعه في الخدمة، وهو ما يمثل وتيرة مرتفعة ب 0,8 في مائة من الحوادث في كل 10 ألف كلم تقطعها القاطرات". وأوضحت أنه "بصفة عامة، تحصل 80 في المائة من الحوادث في ملتقيات الطرق، حيث لا يحترم سائقو السيارات والدراجات والراجلون الإشارات المرورية، كما تمثل أعمال التخريب هاجسا آخر في هذا المجال، إذ تعرضت 10 محطات لعمليات من هذا النوع، وتم انتزاع موزع للتذاكر (محطة باشكو)، وتخريب عشرات الحواجز ولوحتين إشهاريتين فضلا عن الأزبال المتراكمة على الطريق"، حسب تعبيرها. وأكد عمدة الدارالبيضاء، محمد ساجد، أن الخط الأول لترامواي الدارالبيضاء "مكن من تغطية عدة أحياء، إلا أنه غير كاف لتلبية الحاجيات المتزايدة للبيضاويين في مجال النقل الحضري"، مشيرا إلى أنه "لبلوغ هذا الهدف ينبغي إنجاز شبكة متكاملة من خطوط الترامواي." وأضاف أن هذه الشبكة "ستتوسع على طول 17 كلم منها خط سيربط بين المحمدية ومطار محمد الخامس الدولي بجزء تحت أرضي من الدارالبيضاء الميناء إلى جنوبالدارالبيضاء مرورا بوسط المدينة"، وتابع "كما تشمل هذه الشبكة خطا لميترو علوي على امتداد 15 كلم بكلفة 8 مليار درهم لينتقل عبر أحياء مكتظة سكانيا (مولاي رشيد، سيدي عثمان، سباتة، درب السلطان، المعاريف، بورغون)، أي ما يمثل مليوني نسمة سيتم تنقلهم عبر هذه الخطوط بتوقعات 400 ألف مسافر في اليوم".