الترامواي يحمل 250 ألف بيضاوي بعد 8 أيام أيام قليلة، تفصلنا عن انطلاق تشغيل خط ترامواي الدار البيضاء، في الموعد المحدد له، أي 12 دجنبر الجاري، مما جعل شركة «كازا ترانسبور» المكلفة بإنجاز هذا الخط تسابق الزمن من أجل رفع تحدي تشغيله في هذا الموعد. ويعد إنجاز الخط الأول لترامواي الدار البيضاء أحد أهم توصيات مخطط تحويل النقل الحضري بالدار البيضاء، الذي أعد سنة 2007، ونص على وضع شبكة للنقل العمومي تضم أربعة خطوط للترامواي وخط لشبكة النقل الجهوي السريع (إير أو إير) وخط فائق القدرة. ومن المتوقع أن ينقل الخط الأول لترامواي الدار البيضاء 250 ألف راكبا يوميا بوتيرة أربع دقائق خلال ساعات الذروة على أن يشرع الترامواي في العمل ابتداء من الساعة السادسة صباحا إلى منتصف الليل. ويندرج مشروع ترامواي الدار البيضاء في سياق المشاريع الضخمة الخاصة بعصرنة وتحسين شبكة النقل الحضري بالعاصمة الاقتصادية للمملكة وفقا لأهداف المخطط المديري الجديد للتهيئة الحضرية للمدينة. وقد تم إعداد هذا المخطط المديري تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية الرامية إلى تحسين ظروف عيش السكان، وفتح آفاق جديدة للتنمية، وعصرنة مدينة الدار البيضاء، والحفاظ على مؤهلاتها الاقتصادية، وتعزيز آفاق التنمية بها، وترسيخ مكانتها كقطب اقتصادي كبير، وتقوية جاذبيتها للاستثمارات. انطلاقة أشغال ترامواي الدار البيضاء أعطى جلالة الملك في نهاية شهر أكتوبر 2010، بحي سيدي مومن بالدار البيضاء، انطلاقة أشغال أرضية ترامواي الدار البيضاء بكلفة إجمالية تبلغ 6.4 مليار درهم. وسيمتد خط الترامواي، حسب الشروحات المقدمة لجلالة الملك آنذاك على طول ثلاثين كيلومترا، وسيعبر أهم أحياء العاصمة الاقتصادية. وقد تولت إنجاز مشروع ترامواي الدار البيضاء «شركة نقل الدار البيضاء»، وهي شركة عمومية تساهم في رأسمالها كل من الدولة والجماعة الحضرية للدار البيضاء وصندوق الحسن الثاني للتنمية الاقتصادية والاجتماعية. وسيساهم المشروع في خلق تكامل بين شبكات حافلات النقل الحضري وسيارات الأجرة والترامواي، وفي الحفاظ على البيئة من خلال تقليص تلوث الهواء وتخفيف حدة الضوضاء، كما يساهم في إعطاء دفع للتنمية الاقتصادية للجهة عبر خلق مناصب شغل مباشرة وغير مباشرة. وتوزعت الاعتمادات المالية للمشروع ما بين 1.9 مليار درهم لاقتناء التجهيزات المتحركة، و500 مليون درهم للدراسات وتتبع الأشغال، و400 مليون درهم لأشغال تحويل الشبكات، و2.3 مليار درهم لإنجاز شبكة السكك الحديدية والتهيئة الحضرية، ومليار درهم لتجهيزات أنظمة الشبكة و300 مليون درهم لبناء مركز صيانة الترامواي. وتتكون التجهيزات المتحركة للترامواي، من 37 عربة من 64 متر، وقدرة استيعابية تبلغ 560 راكب لكل واحدة منها. ويتضمن المشروع إحداث مركز للصيانة على مساحة سبعة هكتارات بحي سيدي مومن بهدف ضمان صيانة وتخزين الآليات المتحركة والتجهيزات الثابتة. كما هم المشروع تهيئة الواجهات على مسافة ثلاثين كلم من المسار الخاص بالخط الأول، وتهيئة وإعداد ممرات للراجلين بجزء من شارع محمد الخامس وكذا تهيئة مخطط الجولان حول مدار الترامواي. الخط الأول للترامواي سيؤمن الخط الأول لترامواي الدار البيضاء٬ الذي يعبر طول العاصمة الاقتصادية من شرقها إلى غربها٬ الربط بين الأحياء الرئيسية بالمدينة٬ وسيضم 48 محطة توقف لنقل الركاب٬ ويمكن أن يقل 600 راكب بعدد إجمالي يقدر ب 250 ألف راكب يوميا. الترامواي والبيئة يعتبر الترامواي وسيلة نقل صديقة للبيئة من شأنها أن تشكل بديلا حقيقيا لوسائل النقل الملوثة٬ كما يمكن أن تسهم في حل معضلة النقل الحضري على مستوى مدينة الدار البيضاء، والتحسين من مستوى عيش الساكنة البيضاوية والتخفيف من حدة الاختناقات المرورية. وبموازاة خط الترامواي٬ سيتم إنجاز وتهيئة عملية التجديد الحضري وتزيين المدينة من خلال تأهيل شامل للقنوات والأرصفة وإعادة تهيئة الطرق ووضع معالم جديدة ووسائل الإنارة العمومية. ولإعطاء هوية بصرية جديدة للمدينة٬ يتوقع تهيئة الساحتين الكبيرتين «الأممالمتحدة»و»الدار البيضاء المسافرين»٬ وإنجاز خمسة أقطاب للتبادل تهم الحافلات٬ وغرس 2000 شجرة ونخلة ونقل وإعادة غرس 2000 شجرة أخرى٬ مما سيمكن من إعادة تهيئة كاملة ل 90 هكتارا من مدينة الدار البيضاء. ويتم إنجاز هذه الأشغال حسب وتيرة عادية بالنسبة لأقطاب التبادل والساحتين الكبيرتين٬ ووفق مخطط محدد بالنسبة للإنارة العمومية وإعادة غرس الأشجار. تكلفة الترامواي تصل الكلفة الإجمالية لهذا المشروع٬ الذي يعتبر رافعة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية بالعاصمة الاقتصادية للمملكة٬ إلى 5 آلاف و900 مليون درهم٬ علما بأن الميزانية المبدئية كانت قد حددت في 6 آلاف و400 مليون درهم. التجارب الأولية للترامواي تم الشروع في تجارب ترامواي الدار البيضاء٬ ابتداء من شهر أبريل الماضي، بشكل تصاعدي على طول مسار الخط الأول، لكن على مستوى كيلومترات محدودة٬ لكن التجارب الحقيقية بدأت في منتصف أكتوبر الماضي٬ حيث جرت في مرحلة أولى تجارب القيادة في ظل حركة سير عادية انطلاقا من مركز الصيانة بسيدي مومن وصولا إلى مفترق أنوال ( 16 كلم )٬ الذي يؤدي من جهة إلى أحياء الحي الحسني وعين الدياب٬ وإلى أحياء سيدي معروف والكليات من جهة أخرى . أما المرحلة الثانية من هذه التجارب، فتم إجراؤها في الخامس من نونبر الماضي قبل أن تبلغ منطقة الكليات٬ أما المرحلة النهائية٬ التي بلغت محطات كورنيش عين الدياب فجرت بدورها في منتصف نونبر الماضي. ومكنت هذه التجارب من فحص، كل تجهيزات الترامواي والسير الجيد للقاطرات وجوانب أخرى تهم عملية تناسق كل التجهيزات . تكوينات نظرية بفضاءات الترامواي وكان السائقون والمكلفون بالسلامة والمراقبة٬ قد تابعوا تكوينات نظرية بفضاءات الترامواي حتى يتأتى لهم الانتقال إلى الجانب العملي التطبيقي٬ مع الإشارة إلى أن الأمر يتطلب مستويات من التدخل قبل أن تنطلق قاطرات الترامواي في سيرها بشكل آمن. وبالإضافة إلى عملية التكوين الجارية التي يستفيد منها ستون سائقا ٬ سيتم إدماج حوالي 600 شخص لاستغلال تراموي الدار البيضاء .وفي انتظار التشغيل الفعلي لهذه الوسيلة الجديدة للنقل ٬ فإن التجارب التي تجرى حاليا تشكل مناسبة بالنسبة للجمهور العريض للاستئناس والتعايش مع الترامواي . 200 شرطي في دورة تكوينية استفاد 200 شرطي من دورة تكوينية داخل مقطورات الترامواي بالدارالبيضاء وذلك قصد تعزيز قدراتهم في الحفاظ على الأمن العام داخل العربات، وكيفية مراقبة التجهيزات اللوجستيكية لشركة الترامواي . ونسقت شركة «كازاترانسبور»، المكلفة بمشروع الترامواي بالدار البيضاء، مع ولاية أمن الدارالبيضاء، للعمل على تأمين رحلات خطوط الترامواي، وتكليف رجال أمن وعناصر من فرقة «الصقور» بالقيام بحملات في عدد من النقط السوداء، التي سيمر منها الترامواي أثناء انطلاقته، حيث سيقومون بمهام الحراسة اليومية داخل القاطرات وخارجها، أي بمعدل رجلي أمن في كل قاطرة كل يوم. كما خصصت دورية أمنية قارة بمركز الترامواي بسيدي مومن بالدارالبيضاء. إضافة إلى ذلك سيتكلف رجال الأمن، خلال الشهور الأولى بعد اشتغال الترامواي، بالتتبع اليومي لسير الترامواي عن طريق الكاميرات وكذا وسائل التواصل الداخلي. ولتجنب وقوع الحوادث أثناء سير الترامواي أعلنت الشركة عن تشغيل 250 رجل أمن خاص، سينتشرون في أهم المحطات التي سيمر منها الترامواي بالدارالبيضاء.