في أول جمعة بعد قرار وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد توفيق، بإعفاء الداعية المغربي، محمد الخمليشي، من اعتلاء منبر الخطابة، شهدت مدينة فاس، وقفتين تضامنيتين عقب صلاة يومه الجمعة، (21 يونيو)، الأولى قبالة مسجد علي بن أبي طالب، والثانية أمام مسجد يوسف بن تاشفين. للمطالبة برفع قرار إعفاء الخطيب المذكور. الوقفة الأولى شارك فيها أزيد من 600 مصل، وعرفت مختلف أطياف التوجهات الإسلامية بالمدينة، رفعوا فيها شعارات منددة بقرار التوقيف، ومستهجنين فيها سبب الإعفاء من الخطابة، وكادت بعض الشعارات أن تعطي بعدا سياسيا للوقفة، قبل أن يتدخل بعض النشطاء من اللجنة الشبابية المنظمة للوقفة، وإلقاء كلمة توضيحية بالوقفة وحيثياتها وأهدافها. ومن ضمن الشعارات التي رفعت خلال الوقفة، "الشعب يريد إرجاع الخمليشي"، و"يا وزارة ويا أوقاف علاش الخمليشي يوقف"، و"هذا عيب هذا عار والخطباء في خطر"، كما ورفعت شعارات إسلامية من قبيل "إسلامي إسلامي، قرآني قرآني، وعلى ديني منتخلى، وعلى إمامي منتخلى". هذا وسجلت الوقفة الأولى أمام مسجد الخطيب الموقوف، حضورا قويا للتيار السلفي بفاس، إضافة إلى منظمة التجديد الطلابي المقربة من حركة التوحيد والإصلاح، وطلبة كلية الشريعة بفاس، وقد تنوعت الشعارات المرفوعة في الوقفة ما بين التنديد بتوقيف الخطيب، وبين المطالبة بإرجاعه إلى منبر الخطابة. وفي مسجد آخر من مساجد مدينة فاس، نظم المئات من المواطنين، وقفة تضامنية أمام مسجد يوسف بن تاشفين، الذي أشار خطيبه إلى واقعة توقيف محمد الخمليشي، وتجمعوا بشكل عفوي بعد صلاة الجمعة، ورددوا شعارات تشجب قرار وزير الأوقاف، وتستنكر تدخل الوزارة الوصية لإسكات صوت الخطباء. وكانت حركة التوحيد والإصلاح بفاس، قد أصدرت بيانا في وقت سابق، أبدت فيه تضامنها مع الخطيب الموقوف، وأدانت فيه قرار وزارة الأوقاف بسبب حجة "واهية" حسب وصف البيان، واعتبرته تضييقا على حرية الخطباء ومحاولة لتكميم أفواههم عن مهمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ودعت الوزارة للتراجع عن هذا القرار. كما وخلف قرار الوزارة، موجة كبيرة من الاستياء وعدم الرضى، لدى الخطباء والمواطنين بمدينة فاس، وشريحة كبيرة من المجتمع المغربي، ووجهوا انتقادات كبيرة لوزارة الأوقاف، واستنكروا بشدة دخولها على الخط في حماية مهرجان موازين المثير للجدل. يشار إلى الدكتور الخمليشي، وهو محافظ مكتبة القرويين بكلية الشريعة بفاس، توصل بقرار من وزارة الأوقاف، بحر الأسبوع الماضي، يقضي بإيقافه عن الخطابة بعد حديثه عن مهرجان موازين، ومهرجان الموسيقى الروحية بفاس.