طالب المئات من المحتجين بإرجاع الخطيب الموقوف إلى منبره ورفع الوصاية عن الخطباء والمنابر، وذلك في وقفة احتجاجية أمام مسجد الإمام علي بفاس الذي تم إيقاف خطيبه بقرار من وزير الأوقاف. وتجمهر المصلون مباشرة بعد صلاة الجمعة أمام مسجد الإمام علي رافعين لافتات وشعارات تندد بقرار التوقيف وبمهرجان موازين، وتستنكر التدخل في حرية الخطيب ومنعه من قول الحق والنهي عما يراه باطلا. وغير بعيد عن مكان الوقفة التي عرفت تطويقا أمنيا؛ تجمع المئات من المصلين أمام مسجد يوسف بن تاشفين الذي تحدث خطيبه عن دور المنبر وخطباء الجمعة؛ مستنكرين قرار توقيف الخمليشي ومطالبين بالتراجع عن القرار. وقال محمد أبياط في خطبته إن الخطيب مسؤول أمام الله عن سلامة المسلمين خصوصا والناس عموما، أن يلحقهم ضرر في أبدانهم أو عقولهم أو أموالهم أو نسلهم أو أعراضهم، مشيرا إلى أن خطبة الجمعة لا تكون صحيحة في الشرع ولا تجزئ إذا خلت من التحذير ومن التبشير كما نص على ذلك علماء الفقه المالكي. وفي إشارة إلى الحدث الذي أرخى بظلاله على المدينة قال محمد أبياط خطيب المسجد إنه إذا بقي أهل الحق ساكتين مختلفين فسيأتي يوم يضطر خطباء الجمعة إلى أخذ الإذن والرخصة من موازين ومن مهرجان الموسيقى الروحية، وسيأتي وقت لن نتطرق إلى الموضوع إلا بعد إذن من مصانع الخمور ومن الأبناك الربوية، أما إذن المجالس العلمية والأوقاف فلن يكون ذا قيمة". وفي السياق نفسه قالت منظمة التجديد الطلابي بفاس إن توقيف الخمليشي "مؤشر يحيل على حقبة بائدة وعلى عهد كنا نحسب بلدنا قد قطع معه بلا عودة، وهو عهد التحكم وتكميم الأفواه وإحصاء الأنفاس على الأئمة والدعاة والخطباء والعلماء في هذا البلد". ودعا فرع المنظمة في بيان تضامني عن المكتب المحلي -توصلت التجديد بنسخة منه- الهيئات الحقوقية والسياسية والدعوية إلى التحرك من أجل محاصرة هذه السلوكات المغامرة بمستقبل البلد، والمهددة للأمن الروحي للمغاربة، باعتباره مثل هذه القرارات مغذية للتطرف، على حد قول البيان.