يبدو أن العلاقة التي ربطت بين إلياس العماري وفؤاد عالي الهمة، وأفضت عن خروج حزب الأصالة والمعاصرة للوجود، قد تمزقت أوتارها، حيث لف الغموض علاقتهما بعد إنسحاب الهمة من حزب "التراكتور" ورجوعه إلى كنف القصر، ليعلن العماري عن نهاية العلاقة بينه وبين صديق الملك محمد السادس. العماري نائب الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، وضع حدا لهذا الجدل، بعد أن خرج مؤخرا بتصريح يقول فيه انه ليس صديقا للهمة، وذلك في جواب له، ردا على سؤال لمقدم برنامج "نقطة نظام"، الذي بتثه قناة "العربية" يوم 6 مارس 2015، حيث سأله المقدم هل أنت صديق الهمة؟، ورد عليه العماري، بالقطع، أبدا. ونفى القيادي المثير للجدل في حزب "التراكتور" أن تكون له صلة بالمستشار الملكي، حيث اعتبر العماري أن فؤادي عالي الهمة "ليس له رأي غير رأي المؤسسة التي ينتمي إليها"، في إشارة ل"المؤسسة الملكية"، مضيفا: "وأنا لي رأي المؤسسة التي أنتسب إليها"، في إشارة منه ل"حزب الأصالة والمعاصرة". لكن المعطى "المثير للجدل" هو أن إلياس العمري القيادي ب"البام" وخلال حوار له أجراه مع يومية المساء، ونشره الموقع الرسمي لحزب "التراكتور" بتاريخ الأحد 27 أكتوير 2013 ، أجاب على سؤال حول العلاقة التي تربطه بالهمة، وهو الذي أسس معه حركة لكل الديمقراطيين ثم حزب الأصالة والمعاصرة، بعد أن كان وزيرا منتدبا لدى وزير الداخلية، حيث سأله الصحفي ألا تعتقد أن جزءا من قوتك هي في هذه العلاقة بالذات التي تربطك بفؤاد عالي الهمة. وهو الأمر الذي أكده العمري في جوابه حيث قال" فؤاد عالي الهمة صديق لي، وأنا أختار أصدقائي كيفما شئت، ولست من النوع الذي ينسج صداقاته في دجى الليل، ولست من الذين يمدحون ليلا ويسبون نهارا ..الهمة مسؤول الآن في إطار مؤسسة رسمية وكان مسؤولا قبل ذلك في حزبنا، والكل يعرف كيف تعرفت عليه، لقد تم ذلك في إطار صراع مجتمعي، ولا يمكن لشخص واحد أن يبني البلد….". كل هذه المعطيات تثير مجموعة من التساؤلات، أولها ماذا جرى لإلياس العماري ليبدل تصريحاته في شخص فؤاد عالي الهمة؟، وهل توجد هناك ضغوط من جهة الهمة المقرب من الملك لكي يبعد صورته عن المشهد السياسي المغربي؟..