قالت نزهة الوافي عضو الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا من واجب أوروبا محاربة الإقصاء والهشاشة الاجتماعية لدى الشباب الأوروبي، من أصل أجنبي كمدخل أساسي لحمايتهم من أيديولوجية التطرف وصناعة الموت والدمار، مؤكدة أن المسلمين هم أول ضحايا الإرهاب الإسلامي، "وان من الضروري أن تكون لنا القدرة على قراءة استهداف الشبكات الإجرامية للشباب الأوروبي المسلم من أصلان أجنبي". وتابعت الوافي في كلمة لها خلال اجتماع الدورة الأولى للجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا لسنة 2015 التي تجمع تمثيلية 47 برلمان بالعالم، إن المسؤولية التاريخية تفرض على أوروبا نهج سياسة أوروبية شمولية تقضي على أسباب الهشاشة الاجتماعية التي تجعلهم لقمة سائغة لدى صناع أيديولوجية الموت، والتي لا علاقة لها بالإسلام، وأيضا حماية الشباب المسلم الأوروبي، من أصل أجنبي من التهميش الاجتماعي والاقتصادي، الذي يرافقه غالبا العزلة الاجتماعية، الذي يعبد الطريق لاستقطابهم من طرف الإرهابيين وجذبهم نحو التطرف تضيف المتحدثة. وترى الوافي أنه يجب على الدول الأوروبية الاشتغال على سياسات إدماجية واضحة وشمولية بتوفير التعليم على المواطنة وبذل المزيد من الجهود في السياسات الاجتماعية لإنقاذهم من العزلة والبطالة والفقر، وتمكين المواطنين المسلمين الجدد من التشبع بالقيم الإنسانية، وبقيم التعايش والانتماء للوطن، وكذا اتخاذ إجراءات لحماية الشباب المسلم من الإيديولوجية القاتلة، بالإضافة إلى استثمار ما يمنحه الإسلام من قيم التسامح والسلام والحوار والحب والحرية، التي يدعو إليها الإسلام الذي أصبح جزء من الواقع الأوروبي في إطار التعددية الدينية والثقافية والتي هي مصدر إغناء لأوربا ولمواطنيها جميعا. وأبرزت البرلمانية عن حزب العدالة والتنمية أن المسلمين لهم مساهمة ثقافية وفنية وسياسية واقتصادية كبيرة، وساهموا في التواصل بين الثقافات والأديان من خلال اندماجهم وتألقهم في مجالات متعددة، قائلة "وهم اليوم مصدر قوة وإبداع لأوروبا"، موضحة أن الصورة النمطية التي تمررها بعض وسائل الإعلام غير ذات صلة بالواقع المعاش لدى الغالبية الساحقة، مؤكدة أن أحسن رد على التيارات المتطرفة اليمينية التي تريد استغلال السياق واللحظة الصعبة التي تمر بها فرنسا وأوروبا عموما في مواجهة هذه الشبكات الإرهابية هو الاحتكام إلى الحكمة والعقل وعدم المس بالرصيد الحقوقي لأوروبا في حماية الأقليات، مضيفة وان لا تعاد نقط سوداء من تاريخ أقبرته الديمقراطية والتعددية ثقافة وقانونا، مضيفة وعليه فلا يقبل تبرير أي غطاء للمد الإسلاموفوبي المتزايد والمصلحة تقتضي مواجهته دون تردد. وأضافت الوافي أن المغرب نموذج في التعددية الثقافية، قائلة "المغرب يعتبر نموذجا للتعايش المدني والعيش المشترك بين والأديان والثقافات، حيث يعيش المجتمع المغربي تلاقحا بين الديانة اليهودية والإسلام من جهة، وبين ثقافاته المختلفة، الأمازيغية والعربية والعبرية والحسانية من جهة أخرى".