برزَ دوْرُ المغرب كنموذج للتعايش والتسامح الدّيني خلال المعرض الإسلامي الثالث (إسلام إكسبو) الذي نظمه المجلس الإسلامي الفنلندي؛ وقال السفير المغربي بفنلدنا محمد أرياض، خلال حفل افتتاح المعرض الذي حضره الوزير الأول الفنلندي وعدة شخصيات سياسية من سفراء ودبلوماسيين أن حرية المعتقد يضمنها الدستور المغربي، كما أن المملكة معروفة بالتعايش والانسجام بين المسلمين واليهود والمسيحيين. وأوضح السفير المغربي في كلمته أنّ "المعتقد يشمل كافة الديانات وكافة الأعراق في إطار من الأخوّة والحب والاحترام والتسامح والعفو وحقوق الإنسان والحرية، وهي قيم ارتضاها المغرب منذ أمد بعيد ويواصل النهوض بها إلى غاية اليوم". "قيم الوسطية في الإسلام بالمغرب تنبع من تشبث المغاربة بالمذهب المالكي، الذي يدعو إلى الوحدة والوسطية والانفتاح"، يقول السفير المغربي، مبرزا المكانة الكبيرة للمغرب في توفير الحماية للمواطنين اليهود من معاداة السامية خلال الحرب العالمية الثانية، وأضاف أن المغرب يستقبل في الوقت الراهن 150 ألف أوروبي، وأصبح خلال العشر سنوات الأخيرة الوجهة الأولى لعدد كبير من المهاجرين وطالبي اللجوء الأفارقة، "وهو ما يفسر الاهتمام الذي يوليه للحوار بين الثقافات والحضارات في إطار احترام التعددية". وأقيم المعرض الإسلامي بفنلندا، والذي امتدّ على مدى ثلاثة أيّام، وهو أكبر نشاط ينظّمه مسلمو فنلندا، تحت عنوان: مساهمة الإسلام والمسلمين الإيجابيّة ماضياً، حاضراً ومستقبلاً. حيث يركّز هذا العام في مجمل فعاليّاته على حوار الأديان، ومساهمته في بناء وحدة الأوطان من خلال دعم التّعايش المشترك بين جميع أطياف الشعوب، إضافة إلى دعم التّفاعل الإيجابيّ للمجموعات المختلفة والاتّجاه نحو مجتمع أكثر انفتاحاً وقبولاً للغير ودعم التّعدّدية الثّقافيّة. كما ركّز المعرض الإسلاميّ على العلاقات الإنسانيّة، ونشر رسالة المحبّة والتّعايش تحت ظلّ السّلم والاحترام المتبادل، وذلك من خلال إقامة وتنظيم ورشات عمل اجتماعيّة، سياسيّة، اقتصاديّة، بيئيّة وتعليميّة لمختلف الفئات. وأقيمت على هامش المعرض العديد من النّدوات والمحاضرات والفعاليّات المصاحبة لتعريف الزوّار بالإسلام والمسلمين على تعدّد أوطانهم وثقافاتهم؛ واستهدف موضوع المعرض لهذا العام التّعريف بالإسلام في أوروبا والتّفكّر في القيم الإسلاميّة، إذ شارك فيه محاضرون من مختلف أنحاء العالم، كما تضمّن حوارات وندوات ومعرضَ صور وبرنامجًا ثقافيًّا وبرامج للأطفال وإنتاجاتٍ سمعيّة إسلاميّة.