تم خلال الدورة الثالثة لمعرض "إسلام إكسبو" المنظم ما بين 22 و24 نونبر الجاري بهلسنكي إبراز تفرد المملكة كنموذج للتعايش، وهي التي تزخر بتاريخ طويل للتنوع الديني وشتى مظاهر التسامح. وأكد سفير المغرب بهلسنكي السيد محمد أرياض، خلال حفل افتتاح هذا المعرض الذي حضره الوزير الأول الفنلندي أن حرية المعتقد يضمنها الدستور المغربي، كما أن المملكة معروفة بالتعايش والانسجام بين المسلمين واليهود والمسيحيين. وقال الدبلوماسي المغربي إن "المعتقد يشمل كافة الديانات وكافة الأعراق في إطار من الأخوة والحب والاحترام والتسامح والعفو وحقوق الإنسان والحرية" وهي قيم ارتضاها المغرب منذ أمد بعيد ويواصل النهوض بها إلى غاية اليوم. وأوضح السيد أرياض أن قيم الوسطية في الإسلام بالمغرب تنبع من تشبث المغاربة بالمذهب المالكي الذي يدعو إلى الوحدة والوسطية والانفتاح، مبرزا مكانة المملكة التي عملت على توفير الحماية للمواطنين اليهود من معاداة السامية خلال الحرب العالمية الثانية. وأضاف أن المغرب يستقبل في الوقت الراهن 150 ألف أوروبي وأصبح خلال العشر سنوات الأخيرة الوجهة الأولى لعدد كبير من المهاجرين وطالبي اللجوء الأفارقة، وهو ما يفسر الاهتمام الذي يوليه للحوار بين الثقافات والحضارات في إطار احترام التنوع. وتوقف الدبلوماسي المغربي، في هذا الإطار، عند السياسة الجديدة التي اعتمدتها المملكة في مجال الهجرة، وكذا قرب إطلاق عملية تسوية استثنائية للأجانب في وضعية غير قانونية. وقد حظيت الدورة الثالثة لمعرض "إسلام إكسبو" المنظم من قبل المجلس الإسلامي الفنلندي حول موضوع "المجتمع متعدد المبادئ.. مساهمة المسلمين في الماضي والحاضر والمستقبل" باهتمام رجال السياسة الفنلنديين بالنظر إلى الأهمية التي يكتسيها موضوع الإسلام بهذا البلد في الفترة الأخيرة، وذلك حسب بلاغ لسفارة المغرب بهلسنكي. وقد حضر المغرب، الذي شارك في هذه التظاهرة إلى جانب العربية السعودية والبحرين ضيف شرف هذه الدورة، برواق قدم على مدى ثلاثة أيام مختلف الجوانب الحضارية والثقافية للمملكة، وكذا التقدم الذي أحرزته في المجالات الديمقراطية والاقتصادية والسياحية. وأضاف المصدر ذاته أن مشاركة المغرب في هذه التظاهرة تعكس ريادته في المجال الديني بقيادة جلالة الملك أمير المؤمنين والمدافع عن الإسلام المعتدل والمتسامح، والذي يلقى إعجاب الفنلنديين والجالية المسلمة المقيمة في هذا البلد على حد سواء. يذكر أن 60 ألف مسلم يقيم بفنلندا حاليا، ثلاثة آلاف منهم من أصل مغربي. وتضم الجالية المسلمة بالأساس لاجئين صوماليين وعراقيين استقروا بهذا البلاد منذ الثمانينات.