البريطانية، التي تترأسها الشريفة للا جمالة العلوي، سفيرة المغرب لدى المملكة المتحدة ، مناسبة للإشادة بالمغرب باعتباره موطن سلام وأرضا للتلاقي والتسامح . كما كان حفل افتتاح هذه التظاهرة الكبرى مناسبة للعديد من الشخصيات للتعبير عن امتنانها للمملكة، البلد الذي شكل على مدى قرون عدة نموذجا في مجال التعددية والتعايش بين مختلف الثقافات والديانات. وقال اللورد يونغ ، رئيس المتحف اليهودي بلندن ومستشار رئيس الوزراء البريطاني دافيد كامرون، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن المغرب " شكل منذ مئات السنين نموذجا للتعايش بين أتباع مختلف الديانات في إطار يطبعه احترام قيم مختلف المجموعات الدينية". وأبرز أن "هذا النموذج المغربي المتفرد يفرض نفسه في عالم يعيش على إيقاع الاضطرابات والانقسامات"، معبرا عن أمله في أن تقتدي البلدان الأخرى بنموذج الاستثناء المغربي. وحرص اللورد يونغ على إبراز الدور الهام الذي اضطلع به المغرب على الدوام من أجل النهوض بقيم التسامح وإيجاد تسوية عادلة للنزاع في الشرق الأوسط. ومن ناحية أخرى، أعرب اللورد يونغ عن امتنانه للجمعية المغربية- البريطانية لمشاركتها في تنظيم هذا المعرض ودعمها له . وذكر بأن الجمعية تعمل على تعزيز علاقات الصداقة والتعاون المتميزة بين المغرب وبريطانيا، وعبر عن اقتناعه بأن مساهمتها الكبيرة في تنظيم هذا المعرض ستعزز هذه العلاقات بشكل أكبر. وقال إن وجود اليهود بالمغرب يعود إلى أزيد من ألفي سنة، مشيرا إلى أن معرض "موروكو" يشكل فرصة سانحة للتنويه بالمغرب، البلد الذي يعتبر فيه التعايش بين المسلمين واليهود نموذجيا. كما أشاد اللورد يونغ بحرارة بجلالة المغفور له الملك محمد الخامس على الرعاية التي أولاها لرعاياه من أتباع الديانة اليهودية. وقال أيضا إن معرض لندن يروم في الوقت ذاته النهوض بتنوع الجالية اليهودية وتعزيز علاقات الحوار والتعايش بين مختلف الثقافات والديانات. ومن جهتها قالت السيدة كلير سبنسر، التي تشرف على قطاع الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بالمعهد الملكي للشؤون الدولية ، الذي يوجد مقره بلندن، أن المعرض يشكل مناسبة لإبراز مكانة المغرب باعتباره "مرجعا أساسيا" في مجال العلاقات بين مختلف المجموعات الدينية. وقالت "نحن هنا للاحتفاء بالجوانب والأبعاد الثقافية للمغرب بالمملكة المتحدة، بعيدا عن أي اعتبارات ذات بعد إيديولوجي". وبدوره ، أشاد السيد سيدني أصور ، العضو البارز بالجالية اليهودية المغربية ببريطانيا، بسفيرة المغرب بلندن على الجهود الدؤوبة التي تقوم بها من أجل التعريف بالصورة الحقيقية للمغرب باعتباره أرضا للسلام والتلاقي. وقال السيد أصور مخاطبا السفيرة المغربية "بفضل جهودكم ستتاح للشعب البريطاني فرصة إكتشاف الثقافة اليهودية العريقة بالمغرب"، مجددا التعلق الوثيق للجالية اليهودية المغربية بالوطن الأم والعرش العلوي المجيد. ويشكل معرض "موروكو"، الذي يستمر إلى غاية 6 مارس المقبل، سفرا حقيقيا عبر الزمن، من خلال إبرازه لثراء الحضارة المغربية وروعة قيمها الجوهرية المتجلية في التسامح واحترام الآخر. ويكتشف الزائر، من خلال المعرض الذي يضم 74 صورة فوتغرافية نادرة، التقطتها عدسة اليهودي المغربي إلياس هاروس خلال سنوات الأربعينات والخمسينات، المعيش اليومي لليهود المغاربة في منطقتي الأطلس وجنوب المغرب والتفاعل بينهم وبين المسلمين في جو مطبوع بالطمأنينة والاحترام المتبادل. واعتبرت مديرة المتحف اليهودي ، السيدة ريكي بورمان ، أن هذه الصور تكتسي أهمية خاصة على اعتبار أن الطائفة اليهودية، غادرت كلها تقريبا ، منذ ذلك الحين ، منطقة الأطلس وجنوب المغرب للاستقرار في المدن الكبرى للمملكة أو في الخارج. كما يشتمل المعرض على صور التقطتها عدسة كاميرا بولين بريور، التي زارت، وبطلب من المتحف اليهودي بأمستردام، الأماكن نفسها التي مر منها هاروس من أجل إعادة نقل ما تبقى من التراث اليهودي في المغرب. ويعرض المتحف اليهودي، كذلك، أزياء تقليدية لبسها أو حاكها اليهود المغاربة، إضافة إلى مجموعة من الحلي والمجوهرات. يشار إلى أن هذا الحدث المتميز يعيد إلى الأذهان المعرض الاستثنائي للنصوص والكتب المقدسة للديانات السماوية الثلاث، الذي نظم من 27 أبريل إلى 23 شتنبر 2007 بمقر الخزانة البريطانية بلندن. وكان هذا المعرض، الذي نظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس والأمير فيليب، دوق إدنبرة ، قد حقق نجاحا كبيرا يعكس الدور الريادي الذي يلعبه المغرب في التقريب بين الديانات والحضارات والثقافات. وقد تم إبراز هذا النجاح في تقرير أعدته الخزانة البريطانية أكد أن المعرض كان الحدث أنجح نشاط نظمته المؤسسة، حيث زاره أزيد من 200 ألف شخص خلال خمسة أشهر. وأظهر استطلاع للرأي أجراه معهد موري أن معظم الزوار ، من جميع الأعمار ، أوضحوا أن هذا المعرض ، ذا البعد الكوني ، مكنهم من اكتشاف تعدد القيم المشتركة بين الديانات السماوية الثلاث (الإسلام والمسيحية واليهودية).