وأبرزت الوزارة في تقريرها السنوي لعام2008 ، الذي أصدره أمس الجمعة "مكتب الديموقراطية وحقوق الانسان والحق في العمل"، أن المغرب "واصل تشجيعه للتسامح وترسيخ الحوار بين المجموعات الدينية". وأكد التقرير الذي تم تقديمه بمقر وزارة الخارجية الامريكية، خلال لقاء صحافي مع السفير المتجول المكلف بالشؤون الدينية في العالم جون هانفورد، والذي تم التمهيد له بتقديم تلته وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس، ان "المغرب يشارك في مجموعة تحالف الحضارات وعدد آخر من المجموعات الدولية التي ترعى التسامح الديني". وسجل التقرير الذي تطرق الى الاوضاع الدينية في198 بلدا التعايش القائم في المغرب بين المسلمين واليهود والمسيحيين. ولاحظ في هذا الصدد ان "المجموعات اليهودية والمسيحية تمارس معتقداتها علانية، فضلا عن مجموعة هندوسية صغيرة بمقدورها ممارسة شعائرها بحرية" مشيرا الى أن السلطات المغربية تمنح امتيازات جبائية وقطع أرضية وخصومات ضريبية بالنسبة للمواد المستوردة الضرورية للانشطة الدينية للمجموعات الدينية الكبيرة خاصة اليهود والمسيحيين". كما أشار التقرير الى ان الميزانية السنوية للتعليم تمول تعليم الدين الاسلامي في المدارس العمومية، وكذا الدين اليهودي في بعض المدارس العمومية، مشيرا الى "الحكومة تمول كذلك الدراسات المتعلقة بالثقافة اليهودية وتراثها العلمي والادبي والعلمي"، مذكرة بأن جامعة الرباط تدرس اللغة العبرية والديانات المقارنة بشعبة الدراسات الاسلامية. وذكر التقرير في هذا الصدد بأن "هناك13 أستاذا يدرسون اللغة العبرية في مناطق مختلفة من البلاد"، وأن المغرب هو البلد العربي الوحيد الذي يوجد فيه متحف يهودي، كما أشار التقرير الى الدروس الدينية الرمضانية المنظمة سنويا تحت رئاسة الملك محمد السادس، والتي يشارك فيها علماء وشخصيات دينية من جميع بقاع العالم بما فيها الولاياتالمتحدةالامريكية. وأكد التقرير أن هذه الدروس الدينية تحث على الوسطية والاعتدال في الممارسة الدينية، وتشجع على التسامح والاحترام المتبادل، سواء داخل الاسلام نفسه أو بين الاسلام والديانات الاخرى. وأشار التقرير أيضا الى المواسم الدينية السنوية التي يقيمها اليهود في المغرب، والى زياراتهم المنتظمة للاضرحة والاماكن المقدسة لديهم، مشيرا الى ان هناك مجموعة مسيحية أجنبية صغيرة تتولى تسيير عدد من الكنائس ودور الايتام والمستشفيات والمدارس بدون أي تدخل من الحكومة. وأبرز التقرير أيضا الجهود التي تقوم بها وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية من أجل محاربة التطرف وترسيخ روح التسامح والاعتدال الديني، كما ذكر بالموعد السنوي لمهرجان فاس للموسيقى الروحية الذي يشارك فيه موسيقيون مسلمون ومسيحيون ويهود وهندوس وبوديون وآخرون. وأشار واضعوا التقرير الى أنه خلال عملية اعداد هذا القرير لم يتعرض المسؤولون الامريكيون المكلفون به لاي تدخل من طرف الحكومة، لدى اتصالهم بممثلي المجموعات الدينية، بحيث انهم تمكنوا من الالتقاء بانتظام مع أعضاء المجموعات الدينية العاملين على تعزيز روح التسامح والحرية.