استقبلت عدد من الأحزاب السياسية المغربية أول أمس الاثنين وأمس الثلاثاء وفد رفيع المستوى من القيادة الفلسطينية، يتكون من الرئيس السابق للسلطة الوطنية الفلسطينية روحي فتوح مستشار الرئيس محمود عباس وممثله الرسمي، وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح رئيس الأكاديمية الأمنية الفلسطينية توفيق الطيراوي، وسفير فلسطين بالمغرب أمين أبو حصيرة. وتأتي لقاءات الوفد الفلسطيني مع الأحزاب السياسية المغربية لإخبارهم بالتطورات والمستجدات الأخيرة للقضية الفلسطينية "في ضوء إخفاق مجلس الأمن في اعتماد مشروع قرار يقضي بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، وكذا في ظل طلب فلسطين الانضمام إلى المحكمة الجنائية الدولية، وما تقدم عليه إسرائيل من خطوات وإجراءات عقابية، تمثلت آخرها في تجميد عائدات السلطة الفلسطينية من الضرائب، والتلويح بمنع المعونات، مما يهدد جديا بانهيار الوضع القائم حاليا، ويجعل إسرائيل في مواجهة مسؤولياتها المباشرة كسلطة احتلال. وعلى هامش استضافة قيادات من حزب العدالة والتنمية للوفد الفلسطيني قال توفيق الطيراوي في تصريح ل"الرأي" التقينا اليوم مع قيادات العدالة والتنمية ووضعناهم في صورة التحرك الفلسطيني والقرارات الفلسطينية التي اتخذتها القيادة برئاسة الرئيس أبو مازن، والإجراءات الإسرائيلية التي تمارس ضد الشعب الفلسطيني، بالإضافة إلى الضغوطات الأمريكية التي تمارس علينا بشكل دائم. وأبرز الطيرواي أن قيادة حزب المصباح متفهمة لكل القرارات التي اتخذتها القيادة الفلسطينية، وجددت تأييدنا ودعمنا في خطواتنا، مضيفا ليس غريبا على الشعب المغربي ملكا وحكومة وشعبا أن يكونوا دائما مؤيدين لقضيتنا حتى ننال استقلالنا وحريتنا. من جهته قال سعد الدين العثماني رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية في تصريح ل"الرأي" أطلعنا الوفد الفلسطيني عن التحولات والأحداث الأخيرة التي عرفتها القضية الفلسطينية، في مقدمتها الخطوات الجريئة التي قامت بها السلطة الفلسطينية من خلال تقديم مشروع قرار إلى مجلس الأمن بإنشاء دولة فلسطين والاعتراف بها، "وبعد فشل هذه الخطوة تقدمت بملتمس الانضمام إلى المحكمة الجنائية الدولية، مما أدى إلى قيام الكيان الصهيوني بقطع الحق المالي للسلطة الفلسطينية من مداخيل الضرائب". وأضاف العثماني معروف أن المغرب ملكا وحكومة وشعبا وجميع الأحزاب السياسية مدعمة للشعب الفلسطيني ومقاومته، قائلا "ونحن قلنا لأعضاء الوفد الفلسطيني أننا مستعدون لدعمهم في كل خطواتهم قدر الإمكان". من جانبه أبرز رضا بنخلدون مسؤول لجنة العلاقات الخارجية لحزب العدالة والتنمية في تصريح ل"الرأي" أن القيادة الفسطينية تقوم هذه الأيام بهجمة ديبلوماسية تهدف إلى نزع الاعتراف على المستوى الأممي، بالإضافة إلى الاعترافات التي صاحبتها على مستوى البرلمان الأوروبي والانضمام إلى المحكمة الجنائية الدولية. وكشف بنخلدون أن القيادة الفلسطينية وضعت خطة لفك الحصار السياسي عن فلسطين، وطرحت العديد من البدائل لتتقدم القضية الفلسطينية إلى الأمام، مضيفا الموضوع الذي استأثر في نقاشنا مع الوفد الفلسطيني تعلق بالمصالحة الفلسطينية على اعتبار أن الفلسطينيين لا يمكن أن يتقدموا إلى الأمام في هذا المشروع الكبير إلا بوحدة جميع الفصائل الفلسطينية خصوصا فتح وحماس. وفي السياق ذاته، أكد بلاغ لحزب التقدم والاشتراكية الذي استقبل هو الأخر الوفد المذكور أن "خيارات الشعب الفلسطيني متمثلة في المقاومة الشعبية، والنضال القانوني داخل المحافل الدولية، تلاقي نفس الأفق المسدود، شأنها في ذلك شأن خيار السعي نحو التسوية السياسية، الذي لم يجد له أي صدى لدى الطرف الإسرائيلي، غير المستعد ولا القادر على عقد اتفاق لحل نهائي ودائم". وأضاف البلاغ أن الوفد تناول في نقاشه مع قيادة الحزب وضعية الصف الوطني الفلسطيني، وما تشهده منظمة التحرير الفلسطينية من وحدة في الموقف، وما ينتظره الشعب الفلسطيني خلال هذه المرحلة الدقيقة من مؤازرة مغربية معهودة، سواء على المستوى الشعبي أو الرسمي، معربا عن تفاؤله بمستقبل القضية الفلسطينية. نبيل بنعبد الله أكد في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، تطابق وجهات نظر الحزب مع القيادة الفلسطينية، "لاسيما في ما يتصل باللجوء إلى النضال القانوني، ودفع إسرائيل لتحمل مسؤولياتها عن الجرائم التي ارتكبتها وترتكبها في حق الشعب الفلسطيني"، مؤكدا موقف حزب التقدم والاشتراكية المبدئي والداعم للقضية الفلسطينية، باعتبارها قضية وطنية. وعبر الأمين العام للحزب أيضا عن كامل مساندته للسلطة الفلسطينية في خطواتها الشجاعة مؤخرا، والتي أربكت الطرف الإسرائيلي، خصوصا وأنها تأتي متزامنة مع تزايد وتيرة اعتراف عدد من المؤسسات الأوروبية بشرعية وعدالة المطالب الفلسطينية. امحند العنصر الأمين العام لحزب الحركة الشعبية استقبل هو الأخر الوفد الفلسطيني أمس الثلاثاء وقال بلاغ للحزب، أن العنصر أعرب عن سعادته لاستقبال مبعوثي الرئيس الفلسطيني محمود عباس في أولى محطات زيارتهما لمجموعة من الدول العربية بغرض الالتقاء مع قادة ومسؤولي الأحزاب السياسية العربية . وذكر البلاغ أن المبعوثين الفلسطينيين عبرا بالمناسبة عن ما يكنه الفلسطينيون من تقدير للشعب المغربي، لما يلقونه من مساندة ودعم لا مشروطين منذ نشأة القضية الفلسطينية "وهي الاعتبارات التي حدت بهما لإطلاق جولتهما العربية من المغرب"، مضيفا أن المباحثات تناولت أيضا، الوضع داخل الأراضي الفلسطينية والتطورات السريعة التي شهدتها القضية خلال الأسابيع القليلة الماضية، وما ترتب عن ذلك من ردود فعل من طرف العدو الإسرائيلي. كما استقبل الوفد الفلسطيني رئيس مجلس المستشارين محمد الشيخ بيد الله أمس الثلاثاء، وأوضح بلاغ للمجلس أن بيد الله ذكر خلال اللقاء، بالاهتمام الخاص والدائم الذي يوليه الملك محمد السادس للقضية الفلسطينية، منوها بصمود الشعب الفلسطيني في وجه العدوان الإسرائيلي المتواصل على الحقوق والمقدسات الفلسطينية الإسلامية والمسيحية على السواء، ومحاولته اليائسة لتهويد القدس وتغيير معالمها المعمارية والحضارية. كما عبر بيد الله يضيف البلاغ عن بالغ أسفه على إثر تصويت مجلس الأمن الدولي مؤخرا ضد مشروع القرار العربي الفلسطيني لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية، مؤكدا أن المملكة المغربية ستظل مساندة للقيادة الفلسطينية، وداعمة للحقوق العادلة والمشروعة وغير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني ، وعلى رأسها حقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.