استقبل الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، السيد محمد نبيل بنعبد الله، أمس الاثنين بالرباط، وفدا رفيع المستوى من القيادة الفلسطينية، يتكون من الرئيس السابق للسلطة الوطنية الفلسطينية السيد روحي فتوح مستشار الرئيس محمود عباس وممثله الرسمي، وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح رئيس الأكاديمية الأمنية الفلسطينية السيد توفيق الطيراوي، وسفير فلسطين بالمغرب السيد أمين أبو حصيرة. وأوضح بلاغ للحزب أن الوفد الفلسطيني استعرض، خلال هذا اللقاء الذي يأتي في إطار سلسلة من اللقاءات التي تعقدها السلطة الفلسطينية مع مختلف القوى السياسية العربية، التطورات والمستجدات الأخيرة للقضية الفلسطينية "في ضوء إخفاق مجلس الأمن في اعتماد مشروع قرار يقضي بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، وكذا في ظل طلب فلسطين الانضمام إلى المحكمة الجنائية الدولية، وما تقدم عليه إسرائيل من خطوات وإجراءات عقابية، تمثلت آخرها في تجميد عائدات السلطة الفلسطينية من الضرائب، والتلويح بمنع المعونات، مما يهدد جديا بانهيار الوضع القائم حاليا، على علاته، ويجعل إسرائيل في مواجهة مسؤولياتها المباشرة كسلطة احتلال". وأضاف البلاغ أن الوفد الفلسطيني أكد أن "خيارات الشعب الفلسطيني متمثلة في المقاومة الشعبية، والنضال القانوني داخل المحافل الدولية، تلاقي نفس الأفق المسدود، شأنها في ذلك شأن خيار السعي نحو التسوية السياسية، الذي لم يجد له أي صدى لدى الطرف الإسرائيلي، غير المستعد ولا القادر على عقد اتفاق لحل نهائي ودائم". وتناول الوفد أيضا وضعية الصف الوطني الفلسطيني، وما تشهده منظمة التحرير الفلسطينية من وحدة في الموقف، وما ينتظره الشعب الفلسطيني خلال هذه المرحلة الدقيقة من مؤازرة مغربية معهودة، سواء على المستوى الشعبي أو الرسمي، معربا عن تفاؤله بمستقبل القضية الفلسطينية. من جانبه، أكد السيد بنعبد الله تطابق وجهات نظر الحزب مع القيادة الفلسطينية، لاسيما في ما يتصل باللجوء إلى النضال القانوني، ودفع إسرائيل لتحمل مسؤولياتها عن الجرائم التي ارتكبتها وترتكبها في حق الشعب الفلسطيني، مؤكدا موقف حزب التقدم والاشتراكية المبدئي والداعم للقضية الفلسطينية، باعتبارها قضية وطنية. وعبر الأمين العام للحزب أيضا عن كامل مساندته للسلطة الفلسطينية في خطواتها الشجاعة مؤخرا، والتي أربكت الطرف الإسرائيلي، خصوصا وأنها تأتي متزامنة مع تزايد وتيرة اعتراف عدد من المؤسسات الأوروبية بشرعية وعدالة المطالب الفلسطينية. وأعرب عن أسفه بخصوص إخفاق مجلس الأمن في الموافقة على مشروع قرار إنهاء الاحتلال، مستنكرا كون " دول إفريقية مثل نيجيريا، كان الأجدر بها الانتصار لقيم الحق والعدل، هي من كانت سببا مباشرا في عدم تمرير مشروع القرار الفلسطيني". وفي إطار مساهمة حزب التقدم والاشتراكية في الرفع من وتيرة الدعم السياسي للقضية الفلسطينية وتنويع أشكاله، عبر الأمين العام على الالتزام القوي بالدفع في اتجاه مزيد من التعبئة المدنية التي تقوم وتشرف عليها الآليات الجمعوية الوطنية، والانخراط القوي في مبادراتها المساندة للشعب الفلسطيني، بالإضافة إلى بلورة عدد من الخطوات والمبادرات الخاصة، لاسيما مكاتبة الأحزاب السياسية الوطنية في شأن تشكيل وفد حزبي مشترك ووازن ليقوم بزيارة دعم ومساندة للأراضي الفلسطينية، فضلا عن إمكانية الانفتاح على بلورة صيغ وآليات جديدة لتفعيل الدعم الحزبي والقانوني. وتطرق السيد بنعبد الله لموضوع القضية الفلسطينية كأولوية بالنسبة للدول العربية في ضوء الوضعية السياسية الحالية التي تعيشها المنطقة العربية، معتبرا أن ما يجري على الساحة أثر بشكل سلبي على صدارة القضية الفلسطينية في الأجندات العربية. وأشار إلى عزم حزب التقدم والاشتراكية على المساهمة في إعادة فلسطين إلى الضوء كأولوية عربية جديرة بالاهتمام والرعاية والدعم، من خلال استضافة الحزب للقاء اليساري العربي في غضون شهرين. وجدد الجانبان عزمهما على العمل سويا والحفاظ على جسور التنسيق والتواصل المستمر خدمة للقضية الفلسطينية وشعب فلسطين الأبي، كما جدد الوفد الفلسطيني تقديره الكبير للمغرب وقواه الوطنية المختلفة على ما فتئ يقدمه من دعم، ومن مساندة قوية غير مشروطة.