الساعة حوالي الثانية عشرة زوالا، تجمع الآلاف من المغاربة من ساحة باب الحد متوجهين إلى مسجد الفضل ليصلوا صلاة الجنازة على الراحل عبد الله باها . لا شيء يخيم على الجنازة سوى الحزن والأسى، والبكاء . على طول الجنازة المهيبة كان شباب الحزب مجندين للتنظيم، ارتدوا صدريات كتب عليها جنازة المرحوم عبد الله بها، شكلوا سلاسل بشرية إلى جانب القوات الأمنية لتسهيل مرور سيارة نقل الأموات التي كانت تنقل جثمان الراحل عبد الله بها . صور الراحل كانت منتشرة على طول الجنازة التي ضمت الآلاف من مختلف الشرائح الاجتماعية . بعد صلاة الجنازة على الراحل انطلق موكب الجنازة نحو مقبرة الشهداء لالقاء نظرة الوداع على الراحل . قوات الأمن انتشرت على طول المسيرة، حاولت منع الناس من الدخول إلى المقبرة، لكن الاندفاع كان أشد. الازدحام الشديد كان سيد الموقف داخل المقبرة، وسط تحذيرات من الدوس على القبور من قبل اللجنة التنظيمية وعناصر الامن . نجيب بوليف القيادي في حزب العدالة والتنمية علامات الحزن والتعب كانت بادية على وجهه، فضلا عن الدموع التي كانت تنهار من عينيه، كان يضع يده على سيارة نقل الأموات التي تحمل الراحل عبد الله بها . وسط التكبير والتهليل حمل جثمان الراحل من طرف ستة شباب من شبيبة الحزب لوضعه في قبره ومن تم توديعه إلى الأبد . شخصيات كثيرة حضرت مراسيم الدفن في مقدمتهم الأمير مولاي رشيد، وعبد الاله بنكيران، فيما حرص ياسين المنصوري الذي كان يرتدي جلبابا وطربوشا مغربيا على التقدم نحو نجل عبد الله بها وتعزيته ومعانقته بحرارة . مصطفى المعتصم القيادي في العدالة والتنمية لم يستفق بعد من هول الصدمة، ولم يقدم أي تصريح لوسائل الاعلام " مقدرش نهدر أولدي " كان هذا جواب المعتصم الذي كان بالكاد يغالب دموعه، حينما طلبت الرأي منه تصريحا وشهادة في حق الفقيد . مع بدأ مراسيم الدفن تلا محمد أمين باها نص الرسالة الملكية التي كانت مؤثرة جدا أعرب فيها الملك عن بالغ مواساته لأسرة الفقيد الذي نال احترام الجميع بحسب الرسالة الملكية . ما إن أنهى محمد أمين باها نص الرسالة الملكية حتى تعالت صيحات بعض المواطنين "عاش الملك عاش الملك" هذا، وظلت عبارات التهليل والتكبير ترافق مراسيم الدفن إلى أن تم ذلك، ليتقدم عزالدين التوفيق أحد قيادات التوحيد والإصلاح لإلقاء كلمة تأبينية، ذكر فيها بمناقب الفقيد، ودعا من خلالها إلى أخد العبرة والاستعداد ليوم الرحيل . مباشرة بعد كلمة التوفيق أخد عبد الاله بنكيران الميكروفون وترحم على الفقيد ليقول بعد ذلك "أيها الاخوان انصرفوا راشدين" انتهت مراسيم الجنازة وبدأ إخوان باها يعزي بعضهم بعضا بقولهم "عزاؤنا واحد " فيما تجمعت وسائل الاعلام على بعضهم لأخذ شهاداتهم حول الفقيد، فيما استغل بعض المواطنين الجنازة لتقديم مطالبهم لبعض المسؤولين، حيت طاردوهم إلى سياراتهم كما حصل مع عبد الواحد الراضي .