شيع بعد صلاة ظهر اليوم الثلاثاء جثمان الراحل عبد الله باها إلى مثواه الأخير بمقبرة الشهداء بالرباط، حيث طغت مظاهر الحزن والأسى على وجوه من حضر لوداع الفقيد، في جنازة عرفت حضورا رسميا رفيع المستوى، والآلاف من الناس ومناضلي حزب العدالة والتنمية. وعرفت الجنازة حضورا لمولاي رشيد، وكذلك عدد من المستشارين الملكيين، كمحمد معتصم، ورشدي الشرايبي، وياسر الزناكي، والحاجب الملكي محمد العلوي. كما حضر ياسين المنصوري، المدير العام للدراسات والمستندات، والجنرال دوكور دارمي حسني بنسليمان، القائد العام للدرك الملكي، والجنرال بوشعيب عروب، المفتش العام للقوات المسلحة الملكيةوتقدم مراسيم الدفن مولاي رشيد ورئيس الحكومة عبد الإله بن كيران، وجل الوزراء، إلى جانب مجموعة من الشخصيات الحزبية من الأغلبية والمعارضة. قيادات اليسار كانت حاضرة بدورها خلال تشييع جنازة الفقيد، حيث حضر عبد الرحمان اليوسفي، ومحمد اليازغي، بالإضافة إلى قيادات حركة التوحيد والإصلاح، كعبد الرحيم الشيخي، وعمر بحماد. رسالة ملكية.. أثناء مراسيم دفن عبد الله بها، تلا ابنه الأكبر محمد أمين، رسالة بعثها الملك محمد السادس، ترحما على الراحل، حيث أكد على أن وفاته على لها وقع أليم في نفسه، معربا عن "تعازيه الحارة لأسرة الفقيد وطالبا من الله أن يعوض في هذا الرحيل". وأضاف الملك، أن ما يبعث الحزن في النفوس، ما تركه الفقيد من أعمال، حيث كان مثالا للطف والبساطة، والصدق والتواضع، "وكان رحمه الله مثالا رجل الدولة، الذي نهض بأعماله بكل إخلاص ونكران للذات بوفاء صادق للأمة". بنكيران لم يقو على الحديث.. غير ترديد الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، لم يستطع عبد الإله بنكيران على الحديث، وتعداد مناقب رفيق دربه بها خلال مراسيم الدفن، فبعد أن رافق مولاي رشيد إلى باب المقبرة، رجع بنكيران إلى القبر، لكنه اختصر الكلام في "قدر الله وما شاء فعل"، وظهرت عليه علامات الأسى والحزن العميقين. 200 من الشبيبة لتنظيم الجنازة خصص حزب العدالة والتنمية 200 مناضلا من شبيبة الحزب من أجل تنظيم مراسيم الجنازة، حيث تم تقسيمهم على مجموعات، بعض منها لمرافقة النعش، ومجموعات أخرى حرصت على تنظيم المسجد، بالإضافة إلى مجموعة كانت في المقبرة. إلى جانب شباب العدالة والتنمية، فقد عرفت الشوارع المؤدية لمقبرة الشهداء حضورا أمنيا مكثفا، كما أنها شهدت تطويقا أمنيا من مختلف الأجهزة الأمنية لضمان التنظيم المحكم للجنازة. فوضى المصورين عرفت الجنازة، فوضى للمصورين، حيث اعتلى بعضهم مجموعة من القبور، كما قام مجموعة منهم باعتلاء سور مقبرة الشهداء. وأثناء مراسيم الدفن، شهد قبر عبد باها حالة من تدافع المصورين، وهذا ما تسبب في مناوشات بين بعضهم واللجنة التنظيمية التي شكلها الحزب. شهادات عن حق الفقيد.. محمد الوفا الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالشؤون العامة والحكامة: "فقد المغرب رجل دولة، تعرفت عليه في الحكومة، وأشهد أنه كان رجلا يحب بلده ويؤمن بمستقبله مهما كانت الصعوبات، وكان صاحب مواقف، ومع ذلك كان مليئا بالتفاؤل، ويقول "إن يعلم الله فيكم خيرا يؤتكم خيرا"، و"إذا كنت مقتنعا بما تفعل، فتأكد أن الله سيساعدك". وقد ساندني في فترات صعبة في الحكومة، وكان خير سند". رشيد بلمختار وزير التربية الوطنية: "بالرغم من أن العلاقة بيني وبين الفقيد لم تكن في فترة طويلة، إلا أنها كانت قوية داخل الحكومة، فقد كان صريحا، وصاحب حلول واضحة، والمعاملة المبنية على الاحترام". عبد الرحيم الشيخي رئيس حركة التوحيد والإصلاح: "كان من الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى ومنهم من ينتظر، وما بدلوا تبديلا، لقد كان مرجعا لنا في الأمور الشائكة، لأنه كان حكيما، وسديد الرأي، وبوفاته نكون قد فقدنا أخا عزيزا ووالدا رحيما، ونسأل الله أن يسكنه فسيح جناته، وإنا لله وإنا إليه راجعون". نزهة الوافي برلمانية من العدالة والتنمية: "فقدنا أبا لجميع المغاربة، وقلبا يسع الجميع، وصاحب نظرة طويلة، ورجلا أبدع التوازن والتوافق، واستطاع إدماج الحركة الإسلامية بشكل متميز ومتفرد في المنطقة العربية والإقليمية، إنا لله وإنا إليه راجعون". عبد السلام الصديقي وزير التشغيل: "لا قدرة لي على التعبير، أشعر بالمرارة والألم على فقدان هذا الرجل، عرفته أخا لنا في النضال، كان مفكرا ومتزنا، فهو رجل لا يعوض، حتى الأمور المعقدة كان يوجد الحلول السهلة". عبد الواحد الفاسي من حركة لا هوادة : "باها كان معروفا بعلاقاته الإنسانية، ورجل دولة من الطراز الرفيع، ولا يتكلم كثيرا لأنه يعمل بجد، من أجل المنفعة العامة، ومن الصعب تعويضه في المرحلة الحالية". خالد الناصري القيادي في حزب التقدم والإشتراكية: "المغرب فقد رجلا من رجال الحركة الوطنية ورموزها، المخلصين الذين جسدوا الحكمة والتبصر". خالد البرقوعي الكاتب العام لشبيبة العدالة والتنمية: "لقد فقد فيه المغرب رجل الدولة بامتياز، والأب الحنون الذي نجد عنه الملاذ الآمن، وكان حب الوطن بالنسبة إليه لا يعادل أي شيء، وكان يحثنا على العمل هذه المعاني، ونسأل الله أن يعوضنا في هذا الرجل، بالرغم من أنه من الطينة التي لا تعوض". فتح الله أرسلان جماعة العدل والإحسان: "معرفتي بالفقيد تعود إلى 25 سنة مضت، وما أشهد به للرجل، هو أنه كان رجل حكمة وثبات، ورجلا لا يستفز بالرغم من الاختلاف، لكن أخلاقه الحسنة وأدبه كانا أكثر طغيانا من غيره". عمر بنحماد حركة التوحيد والإصلاح: "كل من يعرفه يعرف دوره، فهو الحكيم، ورمزا للوسطية والإعتدال، محبا لوطنه يسعى لإصلاحه ويدعم إصلاحه، ونحن بدون شك نشعر بالخسارة، وهذه الوفاة شاهد على وطنيته، وكيف ذهب ليتفقد مكان وفاة رجل وطني آخر وهو أحمد الزايدي".