يواصل قادة وحكام الخليج وعلى رأسهم دولة السعودية والإمارات ... حملتهم المفتوحة ضدا على الشعب المصري الذي خرج بكل أطيافه الحرة والشريفة الى شوراع وميادين أرض الكنانة لتًّنديد بالإنقلاب العسكري الهمجي على شرعية الحكم المدني التي أفرزته صناديق الإقتراع النزيهة و الشفافة لأول مرة في تاريخ مصر. ومن خلال متابعة المواقف الرسمية لحكومات قادة الخليج ، يلحظ سعاراهستيريا خارج أي منطق ومألوف تجاه الوضع في أرض الكنانة، كما لو أن هذه الأحداث تجري و تحدث في دول الخليج ، وكما لو أن مصر إحدى الدويلات الخليجية المصطنعة وفق معاهدة سيكيس - بيكوالإستعمارية. لا يحتاج المرء الى تمارين ذهنية عميقة لكي يخلص إلى انحيازحكام الخليج الى خيارالإنقلاب في التعاطي مع الوضع في مصر، فعندما يبررون حملات القتل والإختطاف التي يقوم بها شلة من ميليشيات الجيش والشرطة والبلطجية التابعين لتنظيم السفاح " السيسي" في حق الشعب المصري المسالم والأعزل ،فإن ذلك مرده الى أسباب متعددة منها: على اعتبار ان حكم قادة الخليج هوالركيزة الأساسية لمشروع الحكم الوراثي الإستبدادي في العالم الإسلامي والعربي ككل وليس في الخليج أو منطقة الشرق الأوسط فقط . وحكام الخليج دعموا بكل الوسائل أنظمة الحكم المستبد حيثما وجدوا في مصر وتونس واليمن والأردن وسوريا ...وحركة فتح في فلسطين . وعندما بدأ الرئيس الشرعي المختطف الدكتور"محمد مرسي" إبان فترة حكمه في ارجاع مسؤولية الحكم الى مساره الصحيح عن طريق الشورى و اشراك كل أطياف المجتمع والدولة المصري في تحقيق نهضة مصرعن طريق صناعة غذائها ودوائها ثم سلاحها بنفسها و دون تواكل على غيرها . هذا الإشراك في التسيير والروح العزيمة على التغيير، رأى ا فيه حكام الخليج انتهاكاً لديمقراطيتهم الشاذة وتجاوزلخطها الأحمرالذي سيجعل مشروع الحكم الوراثي يفقد أحد أهم ركائزه على الإطلاق وهي ركيزة الإستفراد بالحكم في مصراليوم واستتباعاً بسائر الدول العربية والإسلامية لاحقا . إن مباركة حكام الخليج لدورالجيش والشرطة المصري في قتل وسحل وسجن أبناء الشعب المصري ،هي رسالة من الحكم الوراثي الإستبدادي للداخل الخليجي ، بحيث يعطي الضوء الأخضر للجيش والشرطة في الخليج لقمع الشعوب وقطع الطريق أمام أي محاولة تحررية في منطقة الخليج .مستغلين هذه المباركة ليمرروا الأحكام المفرطة في قسوتها التي سوف يصدروها في حالة قيام ثورات شعبية في بلدانهم بتهمة السعي لإشاعة الفتنة وإرهاب حياة الناس . إن إظهار مجموعة الانقلابيين - في وسائل الإعلام الرسمية الخليجية وعلى رأسها القناة العبرية وحاشى لله أن تكون العربية - الذين يقمعون ويقتلون المدنيين الثوار والمعتصمين السلميين في الميادين والمساجد والشوارع على أنهم أبطال يواجهون العنف والإرهاب المزعوم والمنسوب زورا وبهتانا الى مناصري شرعية الحكم ، إنما يهدف الى ترسيخ صورة "البطولية" لسيسي وعصابته وقلب الحقائق استحمارا للرأي العام الشعبي لتعويض نسبة التراجع التي تشهدها شعبية الإنقلابيين في مصربعد قتل واعتقال وقمع رافضي الإنقلاب . لكن الحيلة لا نطلي على كل فرد يدرك أن إظهار"السيسي" وعصابته في مظهرالأبطال كما يصورهم الإعلام المضلل، كان يجب أن يمرعبر صناديق الإقتراع وليس عبرانقلاب على كل القوى الديمقراطية ليعيد نظام حكم استبدادي عسكري عانت من فساده واستبداده مصرا ما يزيد على ستون سنة . إن أخطر ما في المواقف الرسمية لحكام الخليج ضد الشعب المصري في تحديد مصيره بنفسه ، أنها تشكل تدخلاً سافراً جداً في شأن داخلي مصري . والتعامل مع غالبية الشعب المصري الرافض للإنقلاب كما لو أنهم شريحة خليجية وليس مصرية مستقلة وحرة في اتخاذ قرارها بنفسها . لدى ننبه المصريين بأن لا يسمحوا تحت أي غطاء أوظرف بعودة حكم العسكر من جديد لكونه امتدادا للحكم الوراثي التعسفي الإستبدادي الذي يحول حاجزا دون تحرر الشعوب الإسلامية والعربية ككل وليس الشعب المصري فقط .