اتقوا الله في شعب مصر !!!! كنت أظن أن عصر هتلر قد ولى، بيد أن المجرم السيسي ومن معه أحيوا ذكراه باقتراف الجرائم وسفك دماء إخوتهم المصريين بكل الطرق الوحشية الهمجية التي يندى لها الجبين ،ليت شعري أليس من باب أولى أن يوجه السيسي حقده الدفين و ترسانته العسكرية ضد اليهود بدلا من أبناء وطنه الشرفاء العزل؟
عبد الفتاح السيسي الذي اعتلى المشهد السياسي بعد انقلاب نسي أو تناسى أن مكانه الحقيقي هو ثغور مصر وحدودها والذود عنها من كل خطر يهددها وليس تقتيل أبناء جلدته، في بداية الأمر انقلب على الشرعية بتنحية مرسي غصبا عن الحكم وهو الذي أمضي سنة واحدة فقط على سدة الحكم وهو الرئيس الأول الشرعي الذي اختاره الشعب المصري عن طريق صناديق الاقتراع بكل نزاهة وشفافية شهد لها الجميع بذلك تحت إشراف القضاة وحقوقيين ، ومن هنا بدأت حملة الكراهية والحقد على الرئيس وجماعة الإخوان المسلمين بصفة عامة، فأخذ الإعلام المضلل المنافق بكل ثقله يشتم ويستهزئ ويلصق كل التهم بالرئيس، ورغم كل هذا وذلك لم يتم المس بأي صحفي أو إغلاق أي قناة ، تزايدت حملات الكراهية والشحن الإعلامي حتى خرجت مظاهرات في ميدان التحرير للمطالبة بتنحي الرئيس وكما شاهد العالم الأكذوبة التي روج لها الانقلابيون وتبجحوا بعدد المتظاهرين الذي ناهز 30 مليون كما قالوا وذلك ضرب من المحال كما فضح ذالك في وسائل الإعلام ، كل شيء كان مدبرا بليل، ومرتب ترتيبا دقيقا من طرف قوات الأمن والجيش والشرطة وجبهة الإنقاذ والنخبة عفوا النكبة كما سماهم البعض ،إلى أن جاء خطاب عبد الفتاح السيسي إيذانا بولادة عهد الديكتاتورية من جديد كيف لا وهو الذي وقف ضد الشرعية ونسف ما يسمى بالديمقراطية وأدخل مصر في نفق مظلم إلى يومنا هذا، وكانت أولى الخطوات المتخذة هي غلق القنوات الإسلامية المؤيدة للرئيس وحملة واسعة من الاعتقالات وتلفيق التهم بعدها ،ولعل التهمة التي استوقفت البعض هي تهمة الرئيس مرسي بالتخابر مع جهات أجنبية يعني حماس ، بالله عليكم هذه تهمة فحماس هي من تحمي غزة ونحن عرب ومسلمون قبل كل اعتبار. من حق كل مواطن أن يدلي برأيه وأن يحتج بطريقة سلمية كما يضمن له القانون الدولي ، وذاك الحق الذي تمسك به التحالف الوطني للشرعية،أما الانقلاب على الشرعية أمر غير مقبول بتاتا، لو افترضنا جدلا أن مرسي فشل في فترة حكمه ولم يف بوعوده فلينتظر الشعب المصري فترة حكمه المتبقية لكي يختار غيره عبر الانتخابات، إذ لو اتبع كل بلد أسلوب الانقلاب لما صمد رئيس في أي دولة، لأنه كما هو متعارف أن نسب شعبية رؤساء في عديد الدول الديمقراطية على سبيل المثال ساركوزي في فرنسا وبوش في الولاياتالمتحدةالأمريكية وطوني بلير في بريطانيا تناقصت ،ولكن لم يكن مصيرهم الانقلاب ، فهناك أسس للديمقراطية متعارف عليها لا يجب تخطيها وإلا فسيسود حينها قانون الغاب وستختفي كل القوانين وستعم الفوضى وهذا ما حدث بالضبط في مصر، إذ أصبح الحكم للعسكر وهو الآمر الناهي ودخل المعترك السياسي الذي هو بعيد عنه كل البعد والذي يجب أن يقف وقفة الحياد فيها، فقسم الشعب وطلب تفويضا من الانقلابيين ليتدخل لمحاربة الإرهاب كما سماه ، وما هو بإرهاب إنما هو قمع الاعتصام وقتل المعتصمين بدم بارد فكانت المجزرة الأولى كما سميت مجزرة الساجدين وتلتها الثانية إلى الثالثة التي أقل ما يقال عنها أنها من أبشع المجازر التي عرفها تاريخ مصر، خرج على المتظاهرين بقواته وأسلحته فقتل من قتل وحرق من حرق وأصاب من أصاب، حتى الجثث لم تسلم ونالت نصيبها من الحرق فهناك كثير من الجثث تفحمت وصعب على ذويهم أن يعرفوهم، لم يكتف الإجرام إلى هذا الحد بل تعداه إلى أبعد الحدود، فإكرام الميت دفنه وهناك جثث لم يقدر الناس على دفنها نظرا للتضييق الأمني وفي جانب آخر تأبى المشرحة أن تعترف أن سبب الوفاة هو رصاص قوات الأمن. ليأتي بعد ذلك وزير الداخلية ليلصق التهمة في المتظاهرين وأنهم هم من يضربون بالرصاص وهم القتلة وذلك افتراء وبهتان كبير، فقناصة الداخلية والعسكر على أسطح العمارات سواء بزي عسكري أو مدني لتمويه الإعلام يقنصون المتظاهرين أما أسلحة ميدان رابعة فهي القرآن الكريم . أما حرق المحافظات وأقسام الشرطة وما إلى ذلك فهي من ألاعيب الداخلية الكل أدرك مغزاها والمراد منها . وشهد شاهد من أهلها إذ أن البرادعي نائب الرئيس المؤقت، قدم استقالته في ظل فض الاعتصام بالعنف الذي كان من قبل يعارض استخدام القوة ومفضلا للحوار وكانت استقالته تحفظ نوعا ما ، ما بقي من ماء وجهه رغم انه يتحمل مسؤولية الانقلاب ، وتلاه الدكتور خالد داوود المتحدث الإعلامي لجبهة الإنقاذ بتقديم استقالته أيضا معلقا : أنه لا يقدر أن يبقى في حزب لا يندد بالمجازر التي ارتكبت. جدير بالذكر أن المتظاهرين ليسوا إخوانا فقط كما يروج البعض وأن الاختلاف مع الإخوان، بل عديد التوجهات والأطياف السياسية والمدنية متواجدة بكثرة ولعل خير دليل المظاهرات التي خرجت في عدة محافظات مصر في جمعة الغضب والتي قتل فيها أيضا ما يزيد عن مئة. السيسي فرعون مصر الجديد لم يستوعب الدرس بعد وأن العنف والدم لن يحقق مسعاه الخبيث، وهو يطبق المقولة التي تقول إما أنا أو الطوفان، إما الامتثال الكامل للانقلاب أو الموت ، يتلقى الدعم من دول أجنبية باركت الانقلاب في الوهلة الأولى وأغدقت عليه أموالها بسخاء ، وأيضا يدعمه الإعلام الخائن الذي خان مصر وخان ميثاق الشرف الإعلامي والحيادية وصار متملقا للسيسي ، يرى بعين واحدة ويقصي الطرف الآخر المتظاهر، فتارة ينشر الأكاذيب وتارة يحرض على قتل المتظاهرين وينعتهم بالإرهابيين ويبيح دمهم، لكن هيهيات سقط القناع وانكشفت ألاعيبهم والشعب المصري سيلفضهم وليذهبوا إلى مزبلة التاريخ هم وأسيادهم الذين يطبلون لهم ليل نهار ويسعون وراء كسب ودهم لعرض من الدنيا. حمام الدم سيزال مستمرا والمسيرات سيكبر عددها يوما بعد يوم والأسوأ قادم مادام السيسي وبطانته الفاسدة لم يراجعوا حساباتهم ولم يوقفوا مسلسل القتل و القمع وكل الخوف أن تنجر مصر إلى سيناريو سوريا، نطلب الله السلامة والعافية والقتلى الذين سقطوا في هذه الأحداث نحسبهم شهداء إن شاء الله وأتمنى الشفاء العاجل للمصابين . ما ضاع حق وراءه مطالب والدم المصري ليس رخيصا، ومن قضى في سبيل تحقيق الحرية للشعب ستتذكره الأجيال المقبلة بكل فخر واعتزاز وسيخلد دوما.
إن شاء الله الاستقرار لأرض الكنانة ورجوع الشرعية والديمقراطية بإذن الله.